سارد الحلم

اطلق عنان السرد في تلك الرؤى
اروِ حديث القوم الأُولى
ترقبوا ليلهمْ
وفاتهم في الليل السُّرى
اروِ لنا عن نهر الفضةِ
الذي مرَّ يوما من هنا
عن القوم
عن كثبانهم
حين كانوا يغرسون َ
بالأقدام خطو المُنَا
عن أحلامهم
قبل أن يغرقهم هذا الثرى.!
يا سارد الحلمِ
اطلق عنان السرد
إنَّا نتوقُ لما ترى
إنا نطوفُ العمرَ
نحلمُ
في أنْ نستعيدَ الهوى.!
أخبرنا عن الكثبانِ
عن طعم النوى!
حين استجارت في ليْلِهَا
ليلى تُسَائلُ عن شِعْرٍ ثَوَى
للقَناديلِ أحْلامُها
للكونِ أجرامٌ تطوفُ بِهذا المَدى
غُصْ في تجاعيدِ السنينْ
واروِ لنَا عمَّ جَرَى
بَلِّلْ مِنَ الضَوءِ الهَجينِ حديثنَا
واروِ لنَا عَنْ دَارَنَا
عَنْ أوَّلِ الكونِ
حِيْنَ الحَنِينُ نحوَ اليَومِ جَرَى
اطْلقْ عنان السردْ
إنَّا نَتُوقُ لِبَعْضِنَا
للعَافِيَاتِ مِن َالقُرى
للنَّازِحَاتِ.. صباحًا
يَمْلَأْنَ بالمَاءِ المعطَّرِ
أحلامَ الصَّبا
يا ساردَ الحلمِ
إنَّا تراقَصْنَا
واحْتَدَّ فِينا للغِنَا
حادٍ أتَانَا مُسْرِعَا
امْلَأْ مِنَ القَصَصِ المُعَتَّقِ
ظِلَّنَا
فلقدْ شَربْنا صبْرنَا
حتى ارتوينا.. وارتوى.!
إنا تلبسنا الدقائق عمرا
تجرعناه شهدا.. وعلقما
ونزعنا رداء الليل
كي يُشرقَ من ظلمة المدائنِ
ليلٌ لنا.!
لترجع النجومُ في ليلنا
لتهمس الأصوات من حولنا
وأطْرَقْنَا
لما تأتيْ بهْ الريحُ سمعنا
أَصَخْنَا لحَادِي النَّجم
إذْ ألقى على الظلمةِ وِرْدَنَا
وانْفَعَلْنَا مَعَ الأَحْلام
انْفَعَلْنا
حتى انزاحتْ الأَعْوامُ بَيْنَنَا
تَوَحدنَا معَ الصوتِ
عُدْنَا إلى أصْلِنَا
لطِّينِ تِهْوَامٌ
عَجَنَّا فيهِ بَعْضَنَا
تَصَابَينا!
حتى استحال السَردُ
نَبْضا
بالحياةِ يَمدنُّا
ياساردَ الحلمِ
أوغلْ في سماءِ ذكراكَ
اسردْ لنَا الماضي
إنَّا نتوقُ الآنَ لطفلٍ شقيٍّ
عاشَ فينا قبل موتنا
حسين عبيري