في أروقة المحاكم وبين دهاليزها أوراق تتناثر على طاولات القضاة، وتحقيق وإجراءات وضحايا ومدانون، وعقوبات تطبق، وآخرون يتذكرون من فقدوا، كل تلك التفاصيل أعادت الأمل لذوي الطرفين أول من أمس، بعد أن غلظ مجلس الوزراء العقوبات بحق المفحطين، ليكون الجزاء رادعا والعقوبات مناسبة لحجم الجرم المرتكب. ذكريات مؤلمة ليلة أول من أمس أعادت للذكرى قصص "أبو كاب، وكنق النظيم، وبدل فاقد، ومطنش، وقروص، وجهيمان"، وهي ألقاب لشباب تورطوا في قضايا تفحيط ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء، ونال فيها أولئك المفحطون عقوبات قاسية. تغليظ العقوبة وسجل التعديل الجديد لنظام المرور التفحيط كمخالفة مرورية تنال أقسى قدر من الغرامة المالية في تاريخ المرور، حيث تصل إلى 60 ألف ريال إضافة إلى السجن في المرة الثالثة، وذلك بعد أن تتدرج العقوبات من المرة الأولى التي تقتضي حجز المركبة 15 يوما، وغرامة مالية مقدارها 20 ألف ريال، ومن ثم يحال المفحط إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن في حقه. أما في المرة الثانية، فتحجز المركبة لمدة شهر، وغرامة مالية مقدارها 40 ألف ريال، ومن ثم يحال إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن في حقه. وسجلت المرة الثالثة العقوبة الأقسى بحجز المركبة، وغرامة مالية مقدارها 60 ألف ريال، ومن ثم يحال إلى المحكمة المختصة للنظر في مصادرة المركبة أو تغريمه بدفع قيمة المثل للمركبة المستأجرة أو المسروقة وسجنه.
قضايا المفحطين وسجلت عدد من قضايا التفحيط في المملكة جدلا كبيرا في أوساط المجتمع، بعد أن وصلت العقوبات فيها إلى القصاص من المفحطين، قبل أن تنقض تلك الأحكام التي سجلت في قضيتين شهيرتين، وهما قضية المفحط الشهير أبوكاب في جدة، والذي حكم عليه بالقتل تعزيرا بتهمة التسبب في وفاة 3 مراهقين أثناء ممارسة التفحيط، قبل أن ينقض الحكم ويحكم بالسجن لمدة عشرين عاما. فيما نالت قضية المفحط مطنش نصيبها من الاهتمام، بعد أن أصدرت محكمة عنيزة حكما يقضي بضرب المفحط "مطنش" بالسيف على عنقه تعزيرا له بعد أن وجهت له تهمة قتل شابين أثناء مزاولته التفحيط بعنيزة، وإصابة آخر، وذلك قبل أن يستأنف الحكم، ويحكم عليه ب15 سنة سجنا، وتخفض بعد ذلك إلى عشر سنوات. فيما وجهت تهمة القتل العمد للمفحط الذي اشتهر بلقب "بدل فاقد" في منطقة عسير، وذلك بدلا من توجيه تهمة القتل غير العمد، بعد أن أدت ممارسته للتفحيط إلى قتل 3 شبان وإصابة 3 آخرين. أما في الرياض فقد كانت قضية المفحط الملقب ب"كنق النظيم" هي الأشهر بعد تورطه في ممارسة التفحيط، وصدر حكم بحقه يقضي بسجنه 6 سنوات وجلده 600 جلدة. وفي الدمام، كانت قضية المفحط "جهيمان" هي أبرز القضايا، وذلك بعد أن تورط في إطلاق نار أثناء تجمع شبابي بساحة العويرض بالدمام، ما أدى إلى مقتل مواطن.