فيما أكد إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينةالمنورة الشيخ علي الحذيفي، أن قوة السلطان من أعظم أسباب الأمن بأخذه على يد المجرمين، وردعهم عن الفساد في الأرض بما قررت الشريعة السمحاء، قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إن الله -سبحانه وتعالى- جعل المال سببا لحفظ البدن، وحفظ البدن حفظ للنفس، والنفس هي محل الدين، ومعرفة الله والإيمان به، وتصديق رسله، فالمال سبب عمارة الدنيا والآخرة، موضحا أن الشريعة لم تحرم اكتساب المال وتنميته وحفظه، بل حثت على ذلك وحضت عليه، ولكنها حرمت الطرق الممنوعة في كسبه وإنفاقه، ومن أحب الله وأحسن مراقبته وقصد مرضاته فإنه يلتزم بشرعه، مبينا أن الأمة تعظم وترقى في سماء العزة والمنعة بخصال من أكبرها وأظهرها حفظها مالها، واقتصادها في إنفاقها، وترشيدها في استهلاكها. وأكد ابن حميد في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، أن الإسراف يجرؤ النفوس على ارتكاب الجور والمظالم، لأن هم المسرف إشباع شهوته، فلا يبالي أن يأخذ ما يأخذ من طرق مشروعة وغير مشروعة، فيمد يده إلى ما في يد غيره بطرق ملتوية، ووسائل مريبة، فالغارق في ملذاته تضعف أمانته، فاتباع الشهوات عنده طاغ، والميول للملذات لديه غالب، فالإسراف يدفع بصاحبه إلى الإمساك عن بذل المعروف، وفعل الخير. وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، إن الأمن عدل الإسلام وقرينه، مستشهدا بحديث طلحة بن عبيدالله -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: "اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنا باليُمْنِ وَالإِيمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ"، مبينا أن الأمن هو الطمأنينة على الدين والنفس والأعراض والأموال والممتلكات. وأضاف الشيخ الحذيفي، أن التوحيد لله رب العالمين أول الواجبات، فمن حقق التوحيد أثابه الله بالأمن والهداية وحفظه من عقوبات الشرك في الدنيا ومن الخزي والخوف في الآخرة، فالأمن من أسبابه عمل المسلم بتشريع الإسلام، لأنه يضمن حقوق الله تعالى وحقوق العباد. وأكد أن من أسباب الأمن حماية المجتمع من المفسدين والمخربين والمجرمين والمعتدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو ناشر لكل خير وفضيلة، والحماية بالتوجيه والإرشاد والتحذير عن الخروج عن جماعة المسلمين، وبالرفع للسلطان عن أهل الزيغ والفساد والإجرام، عادا قوة السلطان من أعظم أسباب الأمن بأخذه على يد المجرمين، وردعهم عن الفساد في الأرض بما قررت الشريعة السمحاء.