قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب إن الوفاء صفة جميلة وخلق كريم فهو الإخلاص الذي لا غدر فيه ولا خيانة، وهو البذل والعطاء بلا حدود، والجمال أن نعيش هذه السجية بكل جوارحنا وبكل ما نملك من صدق لا زيف فيه ولا نفاق، والصداقات التي يرعاها الوفاء هي الصداقة الحقة، تذكّرا للود، ومحافظة على العهد. وقال فضيلته في الخطبة التي ألقاها في المسجد الحرام امس: الوفاء ديانة ومروءة وهو من شيم الكرام ومجمع الأخلاق الفاضلة، فالتقوى والوفاء والصدق والكرم والمروءة صفات متلازمة تزيد نور الوجه وترفع الذكر وتُعظِمُ الأجر وتسعد القلب والوفاء الحق لا يأتي إلا من قلبٍ طاهر، تدفعه النية الطيبة وهو صفة من صفات الله تعالى. وأضاف أن الوفاء من صفة الأنبياء ومن سمات الإيمان, وهو من صفات المتقين ومن أعظم أسباب تحصيل التقوى, وسبيلٌ إلى أعلى الدرجات. كما بّين فضيلة إمام المسجد الحرام, أن أعظم الوفاء هو الوفاء بحق الله تعالى، وأن الوالدين أحق الناس بالوفاء، خاصة مع الحاجة وكبر السّن، وفي التعامل مع الخلق. وأضاف فضيلته وفي الحياة الأسرية يجب أن يكون الوفاء حاضراً في كل الأحوال، فأكبر عهد بين إنسانين هو ميثاق الزواج، وإذا كان الوفاء من خصال الإيمان والتقوى، فإن الخيانة والغدر من خصال النفاق والفجور. وأردف الدكتور آل طالب قائلاً: إن من أعظم الغدر قتل المصلين وترويع الآمنين وتفجير المساجد، نعوذ بالله من الخذلان، ومن مسالك الشيطان، ووطنوا أنفسكم على ما أمر به دينكم من الحال الجميل والخلق النبيل وإن من الوفاء لمن أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور وهدانا به وأرشدنا: كثرة الصلاة والسلام على رسول الله. وأوضح إمام المسجد الحرام أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي جمع العظمةَ من أطرافها ما مِنَ العظماء أحدٌ إلا وله جوانبُ من حياته يحرص على سترها، وكتمان أمرها ويخشى أن يطلع الناس على خبرها، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي كشف حياته للناس جميعاً، فكانت كتاباً مفتوحاً، ليس فيه صفحةٌ مطبقة، ولا سطرٌ مطموس، يقرأ فيه من شاء ما شاء وهو وحده الذي أذن لأصحابه أن يذيعوا عنه كلما كان منه ويبلغوه، فرووا كل ما رأوا من أحواله، حتى رووا كلَّ شيء. وأضاف فضيلته: ومن أخلاقه العظيمة وشمائله الكريمة، التي نقلها عنه أصحابه: خلقُ الوفاء والوفاء بمعناه الواسع: القيام بالحقوق، وجزاء الإحسان، ورعاية الود، وحفظ العهد وقد بلغ في ذلك كلِّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المبلغَ الأعظم، فما وراءه غاية، ولا مثلُه أحد. وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام: وكان من خلقه صلى الله عليه وسلم الوفاء لأصحابه فقد نهى عن سبهم. ورفع قدرهم، وأعلى شأنهم، وخص الصديق من بينهم إذ كان صاحبَه في الغار فقد قال عليه الصلاة والسلام: إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبتَ وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي- مرتين- قال أبو الدرداء: فما أوذي أبو بكر بعدها. وأشار فضيلته إلى وفاء النبي صلى الله عليه وسلم الوفاء لأمته حيث بلَّغهم البلاغ المبين وتركهم على المحجة الواضحة. وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة امس، عن أهمية الأمن للمجتمع والأسباب التي يتحقق بها وقال: أيها الناس اذكروا ما اسبغ الله عليكم وما أتاكم من النعم وما دفع عنكم من النقم، فما أكرم الله سبحانه وما أعظم جوده وما أوسع رحمته وما احكم تشريعه, فمن رحمته أنه شرع للعباد كل ما ينفعهم ويسعدهم ويحييهم به الحياة الطيبة الآمنة, فشرع للعباد الأسباب التي يتحقق بها الأمن والطمأنينة والسكينة والحياة الكريمة, والأمن هو سور الإسلام الذي يتحصن به المسلمون ويصدوا عنهم عدوان المفسدين وبغي الباغين, وأهل الإسلام يحرسون هذا السور من معاول الهدم ويحافظون عليه من التصدع والانهيار لما جعل الله في بقائه من حفظ الدين والدماء والأعراض والأموال. وبين فضيلته أن الأمن قرين الإيمان وعدل الإسلام, والأمن هو الطمأنينة على الدين وعلى النفس والأعراض والأموال والممتلكات. وأوضح فضيلته أن التشريع الإسلامي جاء لضمان الأمن للمسلم في حياته وبعد مماته ليحيا حياة طيبة آمنة مشيرا إلى أن التوحيد لرب العالمين أول الواجبات فمن حقق التوحيد أثابه الله بالأمن والهداية وحفظه من عقوبات الشرك في الدنيا ومن الخزي والخوف في الآخرة. وذكر فضيلته في خطبته أن من أسباب الأمن عمل المسلم بتشريع الإسلام لان التشريع الإسلامي يضمن حقوق الله تعالى وحقوق العباد ويزجر عن الإثم والبغي والظلم والعدوان. ومضى فضيلته قائلاً: إن من أسباب الأمن حماية المجتمع من المفسدين والمخربين والمجرمين والمعتدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوجيه والإرشاد والتعليم والتحذير من البدع والخرافات والخروج عن جماعة المسلمين وإمامهم والرفع للسلطان عن أهل الزيغ والفساد, لردعهم عن الفساد في الأرض بما قررت الشريعة السمحة فالظالم المعتدي يكف شره بما يمنعه عن الظلم والعدوان. وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ علي الحذيفي خطبته قائلاً: إن الأمن قد أحاطته الشريعة بسياج من الحفظ والرعاية والعناية والقوة لأن الله تبارك وتعالى أناط به منافع الناس الدينية والدنيوية فإذا اعتدى احد على الأمن أقام السلطان عليه الحد فالعقوبة هي لوقاية المجتمع من شر المعتدين والمفسدين على الأمة.