قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، في خطبة الجمعة، إن الأمن عدل الإسلام وقرينه، مستشهداً بحديث طلحة بن عبيد اللّه، رضي اللّه عنه، أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: "اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنا باليُمْنِ وَالإِيمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ". وبين أن الأمن هو الطمأنينة على الدين والنفس والأعراض والأموال والممتلكات والحرمان والطمأنينة على ما كان منك بسبيل بعدم الخوف على ذلك كله، والطمأنينة على الحقوق المعنوية والأدبية التي اعتبرها الإسلام بعدم تضييعها أو انتقاصها. وأوضح خطيب المسجد النبوي، أن ذكر ما أسبغ الله عليكم وآتاكم من النعم، وما دفع عنكم من النقم، فما أكرم الله سبحانه وما أعظم جوده وما أوسع رحمته وما أحكم تشريعه، فمن رحمته أنه شرع للعباد كل ما ينفعهم ويسعدهم ويحييهم به الحياة الطيبة الآمنة، فشرع للعباد الأسباب التي يتحقق بها الأمن والطمأنينة والسكينة والحياة الكريمة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)، فالأمن حصن الإسلام، وأهل الإسلام هم سكانه، فالحصن يحرزهم من أعداء الإسلام، وأهل الإسلام يحمون هذا الحصن من أن يهدمه المفسدون، والأمن هو سور الإسلام الذي يتحصن به المسلمون، ويصد عنهم عدوان المفسدين، وأهل الإسلام يحافظون على هذا السور من أهل الهدم والتصدع والانهيار؛ لما جعل الله في بقائه من حفظ الدين والأعراض والأموال. وتابع، أن التوحيد لله رب العالمين أول الواجبات، فمن حقق التوحيد أثابه الله بالأمن والهداية وحفظه من عقوبات الشرك في الدنيا ومن الخزي والخوف في الآخرة، فالأمن من أسبابه عمل المسلم بتشريع الإسلام؛ لأن تشريع الإسلام يضمن حقوق الله تعالى وحقوق العباد، فالعبادات تزكو بالأمن على العبادات في الخوف. وأضاف الشيخ الحذيفي، أن من أسباب الأمن حماية المجتمع من المفسدين والمخربين والمجرمين والمعتدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو ناشر لكل خير وفضيلة، والحماية بالتوجيه والإرشاد والتحذير عن الخروج عن جماعة المسلمين، وبالرفع للسلطان عن أهل الزيغ والفساد والإجرام، عاداً فضيلته قوة السلطان من أعظم أسباب الأمن بأخذه على يد المجرمين وردعهم عن الفساد في الأرض بما قررت الشريعة السمحة.