في الوقت الذي لم يعلق فيه رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي على التساؤلات التي نقلتها له "الوطن" حول تأخر صرف ميزانية فروع الجمعية في مختلف مناطق المملكة، أكد عدد من مديري فروع الجمعية أن هذا الأمر أربك الكثير من أنشطتهم، لكن البعض أرجع ذلك إلى تطبيق آلية مالية جديدة تعتمد على ربط الصرف بكل نشاط على حدة، بعد اعتماده من المركز الرئيسي. حلول مطلوبة حتى هذه اللحظة لا أعلم سببا حقيقيا في تأخر إرسال الميزانيات لفروع جمعية الثقافة والفنون، على الرغم من استلامها من الوزارة كما علمنا سابقا، وربما أن الإدارة العامة لديها إجابة واضحة وصريحة حيال هذا -الأمر- غير المبرر الذي أوجد حالة تضادية فيما هو كائن وما هو ممكن من خلال حالة التقشف التي بدأت قبل حوالي سنتين، والتي ألقت بظلالها على نشاطات الجمعيات، وعلى تقديم رسالتها الحقيقية ومشاركتها الفاعلة، فمن غير المعقول أنه لا توجد حلول لدى مجلس الإدارة تساهم في خلق مسارات ونوافذ تمارس فيها الجمعيات دورها الفاعل باعتبارية ما تقوم به فعلا ثقافيا تنمويا يتماهى مع رؤية وطننا القادمة 2030. أعتقد أن استقلالية هذه الجمعيات ماليا هو الأهم في صنع قرار صحيح ورسم خارطة واضحة للجمعيات ومصفوفة تغيير، تبدأ خطوتها الأولى في إيجاد مداخيل مالية لفروع الجمعية بميزانيات ثابتة أسوة بما هو قائم في كثير من المؤسسات الثقافية الأخرى، إضافة لإنشاء مبان ومقرات أنموذجية للجمعيات تمثل في نهاية المطاف بيئة جاذبة بمواصفات عالية. إضافة إلى أننا نستعد للمشاركة في المناسبة الوطنية الكبيرة والمتضمنة اختيار أبها عاصمة السياحة العربية باعتبارية ما تملكه الجمعية من إرث ثقافي وفني ولكننا وحتى هذه اللحظة لا نعلم كيف يمكن المشاركة بلا ميزانيات واضحة وداعمة. أحمد السروي مدير فرع جمعية أبها
آلية وتساؤل في اعتقادي أن السبب في تأخر ميزانيات الفروع هو الانتقال إلى الرؤية الجديدة للجمعية التي أعلن عنها مؤخرا وفيها يتم تحديد الأنشطة وميزانياتها المقترحة وإرسالها إلى الصندوق الخاص بالدعم لتتم الموافقة عليها، ولا أعلم سببا آخر عن تأخر الميزانية "الضعيفة" والتي لا تغطي المصاريف الحقيقية لأنشطة الجمعية، ولولا الله ثم حماس الأعضاء وكذلك الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني لما أقيمت ربع الأنشطة. ما بالنسبة للآلية الجديدة في الصرف فأعتقد أنها جيدة بشرط وجود دعم مالي حقيقي للجمعية، ففيها تفعيل للأنشطة في الفروع واستقطاب الشباب كمنفذين لهذه الأنشطة من خلال فتح أبواب الجمعية للجميع، وقيام كل فرع بتحديد ما سيقوم به من أنشطة. ولكن السؤال المهم: هل ستتم الاستجابة للأنشطة التي ستقترحها الفروع من قبل المركز الرئيسي، وفي ظل ضعف الميزانية العامة للجمعية، ففي كل فرع خمسة أقسام مسرح وتشكيل وتصوير ضوئي وفنون شعبية ومقهى ثقافي وكل قسم له رواده وأنشطته المتعددة والتي تحتاج إلى دعم ليقوم بواجبه بشكل أفضل. علي الغوينم مدير فرع الجمعية بالأحساء
هيكلة مالية بعد الزوبعة التي أثيرت في الفترات الأخيرة بعد إعلان تقشف الجمعية، وتحميل مسؤوليتها بطريقة مباشرة وغير مباشرة مدير عام الجمعيات تبين لنا في وقت لاحق أن الأمر يفوق سياسة أفراد، وإنما في هيكلة مؤسسة جمعية الثقافة والفنون التي أثبتت عجزها وعدم قدرتها على الاستمرارية إلا بوجود دعم بعض المؤسسات الحيوية. ياسر الحسن كاتب مسرحي
تحمل المسؤولية لا بد أن يتحمل زملائي في مجلس الإدارة مسؤولياتهم في إيصال صوت ومعاناة المثقفين والفنانين إلى أصحاب القرار وإخراج الجمعية من مأساتها المالية وإنهاء مرحلة التقشف الحالية بشكل عاجل والعمل على إعادة صياغة عمل الفروع من خلال منحها الاستقلالية الكاملة وزيادة مواردها المالية لتستطيع استقطاب عدد أكبر من الفاعلين في النشاط الثقافي والفني واستيعاب أعداد أكبر من المستفيدين. ومن المهم كذلك إنهاء وكسر العزلة والفجوة القائمة بين منظومة التعليم ومنظومة الثقافة والفنون لضمان تحقيق رؤية الوطن المستقبلية ولإنجاح الرؤية في بعدها الثقافي، لأن هناك تقصير واضح من الجهات الحكومية في توفير المناخ المناسب والملائم يقابله تقصير أيضاً من المثقفين أنفسهم، ولعله قد حان الوقت لدعم الثقافة والفنون في مجال التعليم في جميع مراحله وفئاته وإنشاء الأكاديميات والمعاهد المتخصصة في الفنون وإنشاء البنية التحتية للمؤسسات الثقافية وإنشاء صندوق وطني لدعم الثقافة يتم تمويله من الدولة والقطاع الخاص، إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال الثقافة والفنون. ماجد العنزي مدير فرع تبوك