في أول ردة فعل رسمية حول تصريح رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي المنشور في "الوطن" أول من أمس وتفاؤله بدعم أفرع الجمعية ماديا، حمّل بعض مديري أفرع الجمعية بمناطق المملكة مجلس إدارة الجمعية سبب ما وصلت إليه أحوال الجمعية، من خلال عجز المجلس عن إيصال أصوات الفنانين والمثقفين إلى صانع القرار، مؤكدين في حديث إلى"الوطن"، أن سياسة "التقشف" المالية التي انتهجها مجلس الجمعية أخيرا جعلت منهم "متسولين" على أبواب القطاع الخاص لزيادة موارد الأفرع من أجل إقامة المناشط الفنية والثقافية، وطالبوا بتعديل نظام الجمعية عن طريق إلغاء المركزية ومنح الأفرع "استقلاليتها" ماديا وإداريا أسوة بالأندية الأدبية. أكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الطائف فيصل الخديدي، أن عدم وضوح رؤية الجمعية، وعدم وصول رسالتها إلى المجتمع والمسؤولين بشكل جيد هو الذي جعل الغياب عن الدعم الملكي يكون من نصيب الجمعية بأفرعها، وقال "المسؤولية في هذا الغياب تتوزع بين مجالس إدارة الجمعية والإدارات التي تعاقبت على الجمعية دون أن يكون لها صوت مسموع عند المسؤول" قال الخديدي: "المسألة ليست في صوت أديب أقوى من صوت فنان أو صوت ناد أقوى من صوت جمعية، المشكلة تكمن في مركزية إدارة الجمعية التي اختزلت 16 فرعا في شتى مناطق المملكة في صوت مركزي واحد، في الإدارة العامة، والبقية تابعون وأطراف مهملة لهذا الجسد المركزي" وزاد قائلا "بعكس الأندية الأدبية التي يشكل كل ناد كيانا مستقلا ومجلس إدارة مستقلا وصوتا مسموعا، فشكلوا أصواتا متعددة وكيانا مؤثرا والاعتراف الرسمي بهم ولو بأنشطة وحراك أقل من الجمعيات"، لافتا إلى أن هذا التنظيم هو ما ألقى بأثره على القرار في دعم الجمعيات على أنها مؤسسة واحدة فقط، وليس كما في الأندية التي تم التعامل معها كل ناد على أنه مؤسسة وكيان له استقلاليته. وأضاف، الآمال والتطلعات كبيرة جدا على القادم من الأيام مع الفكر الشاب للوزير الشاب عادل الطريفي، بأن يضع الفنون والثقافة أولي اهتماماته ويمنح الاستقلالية الإدارية والمالية للأفرع، وأن تعاد هيكلة الجمعية بشكل يخدم الثقافة والفن في ظل حكومتنا الرشيدة التي أنفقت وبسخاء على الإنسان. في حين قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في حائل خضير الشريهي "مسؤولو الوزارة حكموا على الجمعية منذ انتقال تبعيتها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تبقى خارج التاريخ، وبالتالي خارج التطور في مواردها المالية"، مؤكدا أن جمعيات الفنون على الرغم من شعبيتها وأنشطتها، إلا أنها لا زالت تتسول، وحول أبعاد سياسة "التقشف" التي انتهجتها الجمعيات أخيرا قال: "التقشف صنع منا متسولين أمام أبواب رجال الأعمال وليتهم يقيمون للفن وزنا". وفي رد له على سؤال "الوطن"، أن صوت الأديب أقوى من صوت الفنان على المستوى الرسمي، قال الشريهي: "ليس صوت الأديب أقوى ولكن الخطأ الكبير الذي اُرتكب في حق الجمعية هو إنشاء أفرع تجاوزت 16 فرعا تتبع المركز الرئيس، وكان من الأجدى أن تنشأ جمعيات مستقلة بمجالس إدارات مستقلة وتكون تبعيتها لوزارة الثقافة"، ودعا الشريهي الوزير عادل الطريفي إلى رصد ومتابعة ما تقدمه أفرع الجمعية، مؤكدا أنه سيكتشف لا محالة أنها حاضنة للشباب على الرغم من عجزها ماديا. من جانبه، أوضح مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في تبوك ماجد العنزي، أن قرار مجلس الإدارة في تطبيق سياسة "التقشف"، ووقف معظم الأنشطة، وتسريح الموظفين، هو ذريعة للفت أنظار صناع القرار للوضع المادي المتردي الذي تعيشه أفرع الجمعية، إلا أن المعنيين بالشأن الثقافي والفني أصيبو بخيبة أمل جراء هذا التهميش المستمر لهذا القطاع الذي يخدم شريحة كبيرة من الشباب المبدعين والموهوبين من الجنسين،