كشف مدير مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور "كاكد" التابعة لأمانة الأحساء المهندس محمد السماعيل، عن توجه جهات الاختصاص في المدينة لاستقطاب شركات وطنية وأجنبية لتسويق محصول "رطب" إنتاج مزارع واحة الأحساء إلى مختلف دول العالم، موضحا أن إجمالي ما تنتجه مزارع واحة الأحساء من "الرطب" تتجاوز ال7 آلاف طن سنويا. الأصناف المبكرة أضاف السماعيل ل"الوطن" أمس أن تلك الخطوة ستسهم في رفع العائد الاقتصادي للمزارعين، وتعزز من أسعار المحصول، والحفاظ على الأسعار من التدهور في منتصف ونهاية موسم زراعته، إذ تشهد أسعار محصول الرطب "الأصناف المبكرة" ارتفاعا في الأسعار بواقع 60 ريالا لسعر العبوة الكرتونية الواحدة سعة "كيلوجرام واحد"، وسرعان ما تنخفض تلك الأسعار في "الأصناف المتأخرة" إلى أقل من 10 ريالات للعبوة الكرتونية الواحدة في فترة زمنية لا تتجاوز ال40 يوما، بسبب زيادة العرض وانخفاض الطلب، لافتا إلى أن تسويق محصول "الرطب" اقتصر على السكان المحليين فقط، بجانب حالات الشراء الفردية من السائحين والزوار للأحساء، بسبب سرعة فساده، إذ قد لا تتجاوز فترة جودته أكثر من 4 أيام، ولم يحظ تسويق الرطب بخطط تطوير في نقله إلى خارج واحة الأحساء بالكميات التسويقية الكبيرة.
فاكهة الرطب أبان أن جهات الاختصاص في "كاكد" شرعت في إجراء دراسات مستفيضة لتسويق فاكهة "الرطب" إلى جميع دول العالم خلال المواسم الزراعية المقبلة، وذلك بالاستفادة من تجارب بعض دول العالم في تسويق الفواكه الأخرى، التي تحمل الظروف الزراعية نفسها وفترة الجودة لفاكهة الرطب، والتي من بينها: الكرز، والكيوي، والمشمش، والخوخ، وبعض أصناف المانجو والفراولة، لافتا إلى أن هذه الفواكه تسوق إلى جميع دول العالم دون استثناء، في الوقت الذي فيه "الرطب" أكثر ملاءمة في الحفظ والنقل من بعض تلك الفواكه التي تسوق عالميا، ووضع السماعيل 6 خطوات لتسويق الرطب إلى مختلف دول العالم.
تسويق المحصول أشار إلى أن التعبئة يفضل أن تكون في عبوات صغيرة بما يضمن سهولة تداولها، مضيفا أن التسويق للمحصول لن يقتصر إلى خارج المملكة، بل حتى في داخل المملكة، إذ إن الأحساء تسبق كثيرا من مناطق المملكة ودول الخليج والعراق في نضج ثمار "الرطب"، فمن الأجدر وصول محصول رطب الأحساء إلى تلك المدن والدول التي يتأخر فيها نضج "الرطب"، مؤكدا على ضرورة تعقيم المحصول من الإصابات والآفات الحشرية، وحفظه في درجات حرارة معينة، واستخدام تقنية النيتروجين في التعبئة، وخفض الأوكسجين، للحفاظ على الجودة لمدة زمنية طويلة. وشدد على أن شريحة واسعة من المستهلكين يفضلون "الرطب" على "التمور"، وقد ورد ذكر "الرطب" في القرآن الكريم، ويحظى "الرطب" باللونين الأحمر والأصفر باهتمام بعض الديانات السماوية الأخرى، متوقعا أن تكون فاكهة "الرطب" لدى هذه الشعوب هي الفاكهة الأفضل والأغلى سعرا، والأعلى منزلة، والفاكهة الرئيسية والمفضلة على موائدهم.
شركات استثمارية أكد أن الجهة المختصة في مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور في الأحساء، على استعداد تقديم كل أوجه الدعم والمساندة والمساعدة للشركات الاستثمارية في ذلك، وتزويده بكل الاستشارات، مضيفا أن تلك الشركات ستسهم في توفير المحصول على مدى 7 أشهر من العام بدلا من الوضع الحالي الذي لا يتجاوز ال3 أشهر، لافتا إلى أن واحة الأحساء تنتج أصناف عدة من الرطب، من بينها: الطيار، الغر، المجناز، والمرزبان، أم رحيم، الشهل، الوصيلي، الهلالي، البرحي، التناجيب، وهذه الأصناف هي سلالات زراعية قديمة في الواحة، بيد أنها لم تحظ بالتوسع إلى خارج الواحة، مقترحا على صندوق التنمية الزراعية في المملكة التشجيع على استحداث مصانع لتعبئة "الرطب" أسوة بمصانع تعبئة "التمور" وذلك بمنح قروض للمزارعين والباعة لإنشاء مصانع لتعبئة الرطب في الأحساء، مضيفا أن الوضع الحالي في نهاية موسم جني الرطب، يتم تسويقه كأعلاف بأسعار زهيدة جدا، وذلك بسبب تراجع المبيعات وانخفاض الأسعار إلى أسعار متدنية جدا لا تفي بتكاليف زراعته، وتكبد المزارعين لخسائر مالية طائلة، وقد يكون في الوضع الحالي المستفيد من زراعة محصول الرطب بالنسبة لمحصول الأصناف المبكرة التي تعرف محليا ب"البشائر".