10 أيام قضاها ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في الولاياتالمتحدة الأميركية في زيارة وصفت بالناجحة، لما أكدته من وجود شراكة إستراتيجية بين الرياضوواشنطن في مختلف المجالات، وتجسدت اللقاءات المتعددة التي عقدها ولي ولي العهد بكبار المسؤولين الأميركيين، وفي مقدمتها لقائه بالرئيس باراك أوباما في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، المخصص حسب قواعد البرتوكول الأميركية لاستقبال قادة ورؤساء الدول. وأجمع مراقبون على نجاح زيارة ولي ولي العهد للولايات المتحدة، التي استهدفت إلى جانب مناقشة عدد من الملفات السياسية في المنطقة جذب الاستثمارات والنهوض بالقطاع الخاص، مشيرين إلى أن ذلك تحقق من لقاءاته مع الفريق الاقتصادي للرئيس الأميركي، ورئيس وأعضاء الغرفة التجارية الأميركية، كذلك لقاءاته برؤساء شركات ومؤسسات مالية أميركية، لبحث الاستثمارات داخل المملكة، والنهوض بالقطاع الخاص بما يخدم رؤية السعودية 2030. وأكد المراقبون على أن الزيارة جسدت الشراكة السعودية الأميركية في كافة المجالات، لافتين إلى تنوع اللقاءات التي عقدها ولي ولي العهد والتي أبرزت ذلك.
1- مأدبة إفطار وكان الأمير محمد بن سلمان قد وصل إلى واشنطن، الإثنين قبل الماضي، بدأت لقاءاته مساء اليوم التالي لوصوله، بوزير الخارجية الأميركي جون كيري. وفي تقدير خاص ينم عن مكانة المملكة وقياداتها انتظر كيري، ولي ولي العهد، خارج منزله، حيث استقبله وأقام له مأدبة إفطار، وانتقلا بعدها لمناقشة كثير من الملفات التي تشغل البلدين، بما فيها أزمات سورية، واليمن، والعراق، وليبيا، وتم بحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وسبل مكافحة الإرهاب، كما تم الحديث عن العلاقات القوية والمستمرة بين الولاياتالمتحدة والسعودية، وناقشا مجموعة واسعة من الملفات، وأكدا التزامهما المشترك في مواصلة التعاون في مجال مكافحة انتشار التطرف العنيف على المستويين الإقليمي والدولي. 2- يوم حافل كان الخميس 15 من يونيو الجاري، وهو اليوم الثالث للزيارة، حافلا في أجندة ولي ولي العهد، إذ التقى في البداية رئيس مجلس النواب بول راين، وأكد الجانبان على أهمية تطوير التعاون القائم بين البلدين، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المتبادل، كذلك التقى الأمير محمد بوزيرة التجارة الأميركية، بيني بريتزكر، التي أبدت إعجابها برؤية المملكة 2030، وكانت أبرز النتائج تطوير المجالات التجارية وكل ما يخدم مصالح البلدين، والتقى ولي ولي العهد أعضاء الكونجرس الذين أكدوا تميز علاقة بلادهم مع المملكة، ودعوتهم إلى تقوية تلك العلاقة، ولقاءات أخرى مع رؤساء وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، وتم خلال اللقاء تبادل الآراء حول تطوير التعاون في الجوانب السياسية والأمنية.
3-الفريق الاقتصادي في نفس اليوم، التقى الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض الفريق الاقتصادي للرئيس الأميركي، الذي ضم مدير المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس الأميركي، جيف زينست، ووزير الخزانة جاك لو، ووزيرة التجارة بيني بريتزكر، ووزير الطاقة أيرنست مونيز. واستعرض اللقاء أفضل السبل لتعزيز التعاون المشترك والمستمر بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية في ظل رؤية المملكة 2030، وبرامجها الاقتصادية الطموحة، بما فيها برنامج التحول الوطني، وأكد الاجتماع الذي حضره عدد من المستشارين في البيت الأبيض على مواصلة تنسيق الجهود بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. كما استعرض ولي ولي العهد في مقر إقامته بواشنطن مع رئيس الغرفة التجارية الأميركية توماس دونهيو، عددا من الموضوعات المتعلقة بالمجال التجاري والاستثمار بين البلدين، وبحث مواصلة تنميتها.
4- لقاء أوباما في يوم الجمعة 16 يونيو الجاري، وهو اليوم الرابع للزيارة، شهد المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض لقاء ولي ولي العهد بالرئيس الأميركي أوباما، وتناول اللقاء قضايا تشمل الصراعات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحملة ضد تنظيم داعش، ومناقشة قضايا الصراعات في سورية واليمن وتعاون البلدين في الحملة ضد الإرهاب. واستحوذ اللقاء على 10 نقاط محورية، أبرزها: دحر تنظيم داعش، ودعم استقرار العراق، والانتقال السياسي للسلطة في سورية، ودعم حكومة الوفاق الليبية، والتسوية السياسية للنزاع اليمني، ورفض نشاطات إيران المزعزعة للأمن، ومواجهة إيديولوجيات التطرف، والدعم الأميركي لرؤية المملكة 2030، والتوافق في ملف الطاقة النظيفة. كما أبدى الرئيس باراك أوباما التزام الولاياتالمتحدة بالعمل مع المملكة لدعم واستقرار منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهها المنطقة، ومواصلة التعاون مع السعودية لما فيه مصلحة البلدين، معربا عن ترحيب أميركا برؤية السعودية 2030 والبرامج الاقتصادية التي تشهدها المملكة.
5- أول ترخيص استثماري شهد اليوم الرابع للزيارة أيضا، تسليم الأمير محمد بن سلمان، أول ترخيص استثمار في القطاع التجاري بملكية أجنبية كاملة، تم منحه لشركة "داو كيمكال"، تسلمه رئيسها التنفيذي، أندرو ليفيريس. كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك" ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وكلية بابسون العالمية، وشركة لوكيد مارتن، لإطلاق كلية الأمير محمد بن سلمان لإدارة وريادة الأعمال، كأول مؤسسة تعليمية تقدم شهادة جامعية ودراسات عليا في مجال ريادة الأعمال في المملكة، ويهدف إنشاء الكلية إلى مواكبة تطلعات القيادة لتحقيق رؤية المملكة 2030، ودعم المنشآت المتوسطة والصغيرة، والإسهام في إيجاد الوظائف ودعم الابتكار.
6- زيارة البنتاجون
شهد اليوم الرابع للزيارة أيضا اجتماع الأمير محمد بن سلمان، مع وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، وذلك بمقر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية ومجالات التعاون العسكري القائم بين البلدين، وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة بشأنها، خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
7- فرحة المبتعثين وفي مساء نفس اليوم التقى ولي ولي العهد، في مقر إقامته بواشنطن بوفود من الطلبة السعوديين المتميزين في الجامعات الأميركية. وأبدى خلال اللقاء سروره بلقاء نماذج مشرفة من الطلبة السعوديين، داعيا إلى عودتهم للوطن بحصيلة علمية كافية لخدمة المجتمع، ومؤكدا أن أمام الجميع مهمة وطنية، سواء طلبة أو مسؤولين أو مفكرين أو رجال أعمال وفي كل القطاعات للبناء والتنمية، بأن يكونوا واجهة مشرفة للوطن، فيما أجمع عدد من المبتعثين على أن اللقاء يأتي استمرارا لدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمبتعثين في أميركا، بما فيه أوامره بإلحاق 2628 طالبا وطالبة من الدارسين حاليا على حسابهم الخاص في أميركا بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي. 8- وادي السيليكون خلال المحطة الثانية من زيارة ولي ولي العهد، إلى مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، عقد لقاءات مع رؤساء كبريات الشركات التكنولوجية والمسؤولين في وادي السليكيون، مقر أكبر شركات التقنية في العالم، والذي يحتل مساحة كبرى من جنوب مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا التي تعد مرفأ مهما وقلعة تكنولوجية عالمية لكثير من الشركات التكنولوجية الرائدة مثل فيسبوك وجوجل وأوراكل وإنتل وشركة آي بي إم وشركة أدوبي للتطبيقات التكنولوجية وشركة آبل وشركة يسكو التقنية.
9- التبادل التجاري قالت تقارير إن العلاقات الاقتصادية بين الرياضوواشنطن من أهم العلاقات الاقتصادية الأكثر متانة وقوة وتماسكا في الشرق الأوسط، حيث تتوافر لها إمكانات عظيمة للنمو لتغطي بصورة شاملة جميع القطاعات الاقتصادية، حيث تجاوز التبادل التجاري بين المملكة وأميركا سنويا أكثر من أربعة تريليونات و200 ألف دولار، وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات العشر الأخيرة من 26 مليار دولار إلى أكثر من 74 مليار دولار، كما أن أميركا هي ثاني أكبر شريك تجاري للسعودية.
10- أهمية خاصة وفقا لموقع "SUSRIS " الإلكتروني المتخصص في متابعة العلاقات السعودية الأميركية، فإن زيارة ولي ولي العهد تنطوي على أهمية خاصة، نظرا لما تغطيه من مجالات واسعة في القضايا المشتركة، إضافة إلى أنها جاءت بعد شراء المملكة حصة ضخمة في شركة "أوبر" العالمية. وقال الموقع إن "شراء هذه الحصة يعد الاستثمار الدولي الأول منذ إعلان المملكة رؤية 2030 لتنويع اقتصادها، حيث تتطلع الرياض إلى خصخصة أجزاء من شركة أرامكو السعودية، ونحو الأسواق العالمية لزيادة التمويل.
11- التصديق للشركات العملاقة في يوم الأحد 19 يونيو، أعلن وزير التجارة ماجد القصبي عن التصريح ل"3 إم" و"فايزر" للاستثمار بالسعودية والمفاوضات جارية مع عملاق التكنولوجيا "أبل" من أجل الدخول المباشر للمملكة، وأضاف وزير التجارة والاستثمار، ماجد بن عبدالله القصبي، إنه سيتم خلال زيارة ولي ولي العهد الحالية إلى الولاياتالمتحدة، منح تصريحين لشركتي "3 إم" و"فايزر" للعمل بالمملكة العربية السعودية. كما أعلن الإثنين 20 يونيو، عن السماح لشركة 6 فلاجز الأميركية للاستثمار بالمملكة؛ والتقى الأمير محمد بن سلمان مسؤولي شركة "6 فلاجز" الترفيهية الأميركية الإثنين، حيث أسفر اللقاء عن السماح للشركة بالعمل في المملكة، من جانبه٬ قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "6 فلاجز" جون دافي: "نحن فخورون بمنحنا فرصة للدخول في شراكة لإدخال مجموعتنا إلى السعودية". في يوم الثلاثاء 21 يونيو، التقى ولي ولي العهد، كبار المسؤولين في شركة سيسكو سستيمز، خلال زيارته مقر الشركة في سان فرانسيسكو، حيث اجتمع بالرئيس التنفيذي جون تشامبر والفريق الإداري بالشركة. واطلع الأمير محمد بن سلمان على عرض عن أحدث التقنيات المبنية على الأبحاث وخلال يوم الثلاثاء 21 يونيو، التقى الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي في سان فرانسيسكو الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا نديلا. وشهد اللقاء توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى التعاون لتدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة وفقا لرؤية السعودية 2030.