7 أيام منذ بدء زيارة ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى الولاياتالمتحدة والتي يحمل من خلالها عدة ملفات سياسية وأخرى اقتصادية، بدأت ثمار الزيارة اقتصادياَ ب5 شركات عملاقة تدخل السوق السعودي بعد أن اتضحت أبعاد "رؤية المملكة 2030". حجم الفرص الاستثمارية المتاحة أمام الشركات الأجنبية، والمصلحة المشتركة، وشفافية الطرح وحجم الاستثمار عززت من حرص الشركات على دخول السوق السعودي، وكانت البداية بشركة داو كيميكال، ثم أوبر، وفايزر العالمية، و3 إم، و6 فلاجز، فيما تجري في الوقت الراهن توقع مراقبون أن تتدفق شركات التكنولوجيا الكبرى على المملكة للاستثمار فيها والاستفادة من سوقها الذي يُعتبر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، مستشهدين بما حققته زيارة ولي ولي العهد من نجاح في شرح رؤية 2030، مما تجلى في تقدم عدد من الشركات بطلبات استثمارية في المملكة خلال الأسبوع الأول من الزيارة. وكان الأمير محمد زار سان فرانسيسكو، وهي معقل شركات التكنولوجيا العالمية الكبرى، مجرياً العديد من اللقاءات هناك، بعد أيام قليلة على دخول صندوق الاستثمارات السعودي السيادي في شراكة مع شركة "أوبر" العالمية المتخصصة بمجال النقل، والتي تقوم على استخدام تطبيق هاتفي محمل حاليا على ملايين الهواتف النقالة الذكية في العالم. وأضاف المراقبون أن هذه الخطوة تؤكد أن المملكة تسير نحو الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة التي تسجل نمواً صاروخياً منذ سنوات، مشيرين إلى أن ولي ولي العهد يرى في التقنية مستقبلاً مهماً ويريد للمملكة أن تحتل مكاناً في ذلك. علاقات متينة قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن الزيارة ترسي أسس علاقات جديدة ومتينة مع واشنطن، واصفة "رؤية السعودية 2030" بالطموحة وبأنها تُمثل أجندة اقتصادية شجاعة. وأضافت "إذا أمكن تطبيقها بالكامل، فإنها ستكون بمنزلة عقد اجتماعي جديد، وستفتح الباب على مصراعيه أمام تبادل تجاري أوسع بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، واستثمار مباشر في مجالات التقنية والرعاية الصحية والبناء، بما يوفر ملايين فرص العمل في البلدين". وتابعت أن عدة مصادر سعودية تتوقع أن يتم الإعلان عن عدد كبير من الصفقات التكنولوجية بين المملكة والشركات التكنولوجية بوادي السليكون خلال فترة زيارة الأمير محمد بن سلمان الحالية. بدورها، قالت صحيفة نيوز ماكس الأميركية، إن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بعد قضائه أسبوعاً في واشنطن، توجه غرباً للاجتماع مع مديري شركات التقنية في وادي السليكون، قبل أن يزور نيويورك للحديث عن الخطة الاقتصادية الجديدة لبلاده أمام المستثمرين في "وول ستريت". وأوضحت الصحيفة أن الأمير محمد يرغب في مناقشة الطريقة التي يمكن للسعودية الاستفادة بها من الابتكارات المستحدثة في كاليفورنيا ثم الحديث مع مستثمري نيويورك عن الفرص، التي تشمل شركة النفط السعودية المملوكة للدولة، أرامكو، حيث تخطط المملكة لطرح عام أولي تقدر قيمته بنحو تريليوني دولار. وأشارت إلى أنه يقود أكبر خطة لإحداث تغيير اقتصادي جذري في تاريخ المملكة، حيث يعمل على خفض الدعم وتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط من خلال زيادة العائدات غير النفطية بقيمة 100 مليار دولار بحلول عام 2020.
مباحثات السليكون قالت وكالة "بلومبيرج" للأنباء، إن الأمير سيعقد سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع المديرين التنفيذيين لهذه الشركات قبل أن يحل ضيفاً على "وول ستريت" في نيويورك ليشرح للمستثمرين هناك بنفسه "رؤية السعودية 2030"، والخطط الاقتصادية المستقبلية للمملكة. وأضافت "بلومبيرج" في تقرير، أن الأمير محمد يريد أن يناقش في "وادي السليكون" مع كبرى شركات التكنولوجيا كيف يمكن للسعودية أن تستفيد من الابتكارات التي ولدت في ولاية كاليفورنيا، كما يريد أن يشرح للمستثمرين في نيويورك الفرص المتاحة في المملكة، بما في ذلك فرصة الاكتتاب في شركة أرامكو". وتابعت أن الأمير محمد بن سلمان يحاول إيضاح أكبر عملية تغيير اقتصادي تشهدها المملكة العربية السعودية، وهو التغيير الذي سيؤدي بالبلاد إلى تنويع اقتصادي يُنهي الاعتماد على النفط، ويُدر عوائد إضافية غير نفطية على المملكة تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020. ولفتت إلى أنه انشغل طوال أسبوع كامل قضاه في العاصمة الأميركية واشنطن بإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الاقتصاديين في الولاياتالمتحدة، بمن فيهم وزير الخزانة جاكوب لو، ووزير التجارة بيني بريتزكر، وذلك قبل أن يلتقي الرئيس باراك أوباما الذي بحث معه القضايا السياسية، والملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
لقاءات إيجابية أبلغ وزير الخارجية عادل الجبير الصحافيين في واشنطن، أن اللقاءات التي أجراها الأمير محمد كانت "إيجابية جداً"، مضيفا أنها هدفت إلى تغيير الرؤى والأفكار بشأن قضايا الساعة والتحديات التي تواجه البلدين في المنطقة والعالم. وأوضح الجبير أن المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم ولي ولي العهد أبدوا سعادتهم ودعمهم للخطط الاقتصادية الجديدة في المملكة، وتطلعهم للعمل مع السعودية من أجل تنفيذ هذه الخطط. يشار إلى أن المملكة أعلنت في أبريل الماضي خطة "رؤية السعودية 2030"، وهي الخطة التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني والتخلي عن الاعتماد على النفط، استعداداً لمرحلة ما بعد النفط ولتقليل حجم التأثر بالتقلبات التي تشهدها أسواق النفط العالمية.