كشف موقع "شبيجل أونلاين" الإلكتروني الألماني، أن مجموعة "سايبر الخلافة" المعروفة باسم جيش تنظيم داعش الإلكتروني ربما تكون اختراعا روسيا. وذكر الموقع أن خبراء أمنيين يعتقدون أن قراصنة روس يشنون هجمات إلكترونية باسم تنظيم داعش، لافتا إلى أن ما يدعم هذه الشكوك، هو اعتقاد خبراء الأجهزة الأمنية في ألمانيا بأن التنظيم لا يمتلك القدرات الكافية ليقوم بعمليات تجسس معقدة أو تنظيم أنشطة تخريبية على الشبكة، وقال "رغم ذلك يبقى تنظيم داعش يشغل الكثير من الاهتمام الإعلامي والشعبوي، من خلال الشبكة العنكبوتية وتطبيقاتها". وحسب "شبيجل أونلاين" فإن أولى شبهات "سايبر الخلافة" برزت عندما شن خبراء داعش المفترضون هجوما على أجهزة كومبيوتر قناة "TV5" الفرنسية، في مارس من العام الماضي، ما أدى لتوقف جميع قنواتها التلفزيونية عن البث وفقدانها السيطرة على مواقعها الإلكترونية. وأضاف أن مجموعة "سايبر الخلافة" طالما سربت تفاصيل شخصية لحسابات تم اختراقها، بما في ذلك أرقام الهواتف الجوالة، لرؤساء وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن القومي الأميركي. وسبق أن تعرضت أجهزة القيادة المركزية للجيش الأميركي مطلع عام 2015 لاختراقات كانت أيضا تحت اسم مجموعة "سايبر الخلافة" إلى جانب هجمات إلكترونية تعرضت لها وزارة الخارجية الأميركية وأجهزة أمنية سعودية، لكن تقارير صحيفة "ذي ميل أون صنداي" كشفت بأن المجموعة شكلت من قبل البريطاني جنيد حسين من برمنجهام البريطانية، لنشر دعاية التنظيم، ونجح في اختراق عشرات الآلاف من الحسابات، معظمها من المملكة العربية السعودية. وكان جنيد حسين قد قتل في ضربة لطائرة أميركية بدون طيار في عملية مشتركة مع بريطانيا في أغسطس 2015 بمدينة الرقة السورية.
تحديث أساليب المواجهة في مجال القرصنة، قال خبير الأمن الإلكتروني ، توني ماكدويل، إنه من المقلق للغاية أن الإرهابيين يجمعون البيانات بهذه الطريقة، حيث كشف الموقع البريطانى"ibtimes" في تقرير 17 مارس الماضي، عن نشر قراصنة داعش المعروفين باسم "سايبر الخلافة" قائمة قتل لنحو 36 من ضباط الشرطة في ولاية مينيسوتا. واكتشف موقع "Vocativ" الأميركي هذه القائمة التي تظهر المعلومات الكاملة عن كل شرطي في شكل بطاقات هوية تتضمن المعلومات الشخصية الخاصة . وفي الاتجاه المعاكس ظهر نشاط "الهاكر جستر" المعني بقرصنة المواقع "المتطرفة"، ويديره جندي أميركي شارك سابقا في حروب أميركية ضد الإرهاب، ويعمل حاليا في حقل الاستخبارات والأمن الإلكتروني ومدعوم من الولاياتالمتحدة. كما اتجهت الإدارة الأميركية لتجديد وتحديث الأساليب في مجال المواجهة الإلكترونية لداعش بعد تكثيف التنظيم نشاطه على تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي، وبسبب هذه التداعيات شكلت وزارة الخارجية مركز الاتصالات الإستراتيجية لمكافحة الإرهاب لملاحقة نشاطات التنظيمات المتطرفة.
التركيز على الإنترنت أكد مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون برينان، أن الوكالة بصدد إجراء أكبر تعديلات في تاريخها لزيادة التركيز على عمليات الإنترنت ودمج المبتكرات الرقمية في جمع المعلومات، مضيفا، أنه سيتم تأسيس "هيئة الابتكار الرقمي" لرصد واستغلال تطورات التكنولوجيا الرقمية، مفيدا بأنه وفي سباق العالم الرقمي شكلت وكالة المخابرات المركزية "سي آي آيه" وحدات جديدة تدعى "مراكز المهام" تهدف لزيادة التركيز على التحديات الجديدة مثل انتشار الأسلحة أو مناطق جغرافية غير معروفة مثل إفريقيا. وحسب تحليلات سياسية، فإن عمليات مكافحة القرصنة الإلكترونية باتت تمثل تحديا لأجهزة الاستخبارات والحكومات، كونها لا يمكن إيقافها، فهذه الجماعات تستطيع أن ترتقي بعمليات القرصنة مع كل خطوة تتخذها الحكومات بتأمين الحماية الرقمية. ويبدو أن عمليات شيطنة الإنترنت والعالم الافتراضي لا يمكن أن تنتهي عند هذه الجماعات، حيث تبقى الشكوك تحوم حول روسيا باستخدامها "سايبر الخلافة"، وسط شن تنظيم داعش حملات على الإنترنت. كذلك فإن ما يزيد في الشكوك هو نوعية الأهداف التي استهدفها في عمليات الاختراق والهاكر، وهي مواقع تابعة إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية، هذه الأهداف تعزز شكوك "شبيجل" وسط عودة أجواء الحرب الباردة.