اخترقت مجموعة قرصنة الكترونية موالية لتنظيم «داعش» حسابات على الانترنت تعود الى القيادة الوسطى في الجيش الاميركي ما اجبرها على تعليق حسابها على تويتر، وفي ضربة محرجة للجيش الاميركي، حلت راية بالأسود والابيض تحمل شعارات "سايبر خلافة" محل شعار القيادة الوسطى المعتاد على حسابيها على موقعي تويتر ويوتيوب، قبل تعليق الصفحتين، لكن الجيش قلل من اثر هذه القرصنة، مؤكدا عدم اختراق اي شبكة معلوماتية حساسة وعدم كشف اي من اسرار الدولة، واعلنت واشنطن تعزيز إجراءات الأمن والمراقبة في محيط المباني الحكومية والمطارات على إثر اعتداءات باريس. هجوم إلكتروني وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن شبكاتها العسكرية على الإنترنت لم تتعرض لاضرار من هجوم إلكتروني شنه أناس يقولون إنهم متعاطفون مع تنظيم داعش. وأضافت القيادة المركزية أن حسابيها على موقعي تويتر ويوتيوب تعرضا لهجوم إلكتروني لمدة 30 دقيقة لكن "التقييم الأولي" يشير إلى أن المتسللين لم ينشروا أي معلومات سرية. وتابعت القيادة في بيان "بالإضافة إلى ذلك قمنا بإخطار وزارة الدفاع وسلطات إنفاذ القانون الملائمة عن احتمال نشر معلومات شخصية وستتخذ الخطوات المناسبة لضمان أن الأفراد المحتمل تأثرهم سيتم إخطارهم بأسرع وقت ممكن". وكان حسابا القيادة المركزية الامريكية التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط على موقعي تويتر ويوتيوب تعرضا للاختراق الاثنين من أناس يقولون إنهم متعاطفون مع داعش. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيف وارن إن وزارة الدفاع "تنظر لهذا الأمر على أنه ليس أكثر من مزحة أو على أنه تخريب". وأضاف في مؤتمر صحفي "إنه غير ملائم.. إنه مزعج.. ولكنه لم يخترق بأي حال من الأحوال معلومات حساسة أو سرية". وقال مسؤولون إن حسابي تويتر ويوتيوب الخاصين بالقيادة المركزية الأمريكية قد أوقفا بعد اختراقهما. وقال البيت الأبيض إنه يتابع المدى الذي وصل إليه هذا الاختراق. وقال مسؤولان أمريكيان في وزارة الدفاع- شريطة عدم الإفصاح عن هويتيهما- إن الاختراق أمر محرج ولكن المادة التي وضعها المتسللون لا يبدو أنها تضمنت معلومات سرية أو تشكل تهديدا أمنيا. وكتب على الحساب "بسم الله الرحمن الرحيم.. الخلافة الإلكترونية تحت رعاية "داعش" تواصل جهادها الالكتروني". ونشر المتسللون عدة رسائل على حساب تويتر منها واحدة تخاطب الجنود الأمريكيين بالقول "انتبهوا لأنفسكم" وتضمن حساب يوتيوب تسجيلي فيديو بدا أنهما مرتبطان بداعش. ونشرت على حساب تويتر قائمة بأسماء جنرالات امريكيين وعناوين مرتبطة بهم حتى الثاني من يناير كانون الثاني 2014. ووضعت تعليقات تالية جاء فيها "اختراق شبكات البنتاجون.. سيناريوهات الصين". و"اختراق شبكات البنتاجون.. السيناريوهات الكورية". وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في تصريح صحفي إن الاختراق "أمر نتعامل معه بجدية." وبدا أن إيرنست يهون من أثر الحدث فقال "يوجد فرق كبير بين الخرق الكبير للمعلومات والبيانات والتسلل على حساب تويتر". حماية البيانات الشخصية وعلى صعيد منفصل، قدم الرئيس الاميركي باراك اوباما عددا من مشاريع القوانين تهدف الى تعزيز حماية البيانات الشخصية على شبكة الانترنت من خلال تعزيز وتنسيق التشريعات القائمة. وقال اوباما في كلمة القاها امام الوكالة الفدرالية للدفاع عن المستهلكين ومراقبة المنافسة "كل ولاية تقريبا لها قانون مختلف. هذا الامر يخلق التباسا وهو يكلف كثيرا". وبعد ان اشار الى العدد الهائل من المعاملات التي تتم عبر الانترنت شدد اوباما على ضرورة وضع تشريع واضح ومفهوم من الجميع. واضاف "اذا اردنا ان نؤمن التواصل فيجب ان تؤمن لنا الحماية" متحدثا عن "مشكلة تنمو وتكلف مليارات الدولارات". يشار الى ان القانون حول حماية المعطيات الشخصية يرغم خصوصا الشركات على تحذير زبائنها خلال مهلة ثلاثين يوما اعتبارا من تاريخ اكتشاف قرصنة في معطياتهم. ومن جهة اخرى، قدم الرئيس الاميركي نصا اخر، القانون حول حماية المعطيات الرقمية للطلاب يمنع بيع معطيات شخصية للطلاب الى اشخاص اخرين في حال لم يكن الامر على علاقة ببرنامج تربوي. ويمنع القانون ايضا الشركات من ارسال اعلانات موجهة على اساس معطيات تم جمعها في اطار تربوي. واضاف "آمل ان ينضم الكونغرس الى هذه الحركة القومية من اجل حماية الحياة الخاصة لأولادنا". تعزيز إجراءات الأمن من جهته، أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي تعزيز إجراءات الأمن والمراقبة في محيط المباني الحكومية والمطارات على إثر اعتداءات باريس لأن "المرحلة تقتضي تيقظا متناميا". وقال الوزير جيه جونسون في بيان "لا نملك استخبارات محددة وموثوقة تتعلق بهجوم من النوع الذي وقع الأسبوع الماضي في باريس من قبل منظمات إرهابية في هذا البلد". وأضاف "لكن تعزيز الإجراءات الأمنية يفرض نفسه بعد اعتداءات باريس وأوتاوا وسيدني وفي أماكن أخرى إضافة إلى الدعوات العامة الأخيرة التي أطلقتها تنظيمات إرهابية لشن هجمات ضد أهداف غربية". وأعلن الوزير إجراءات أمنية مشددة في محيط مباني الحكومة الأميركية في عدد متزايد من مدن البلاد إضافة إلى زيادة عمليات التفتيش المباغتة لركاب وحقائب سفر في المطارات الأميركية. وقال الوزير "لن نتردد في القيام بالمزيد عند الضرورة" في المطارات التي تقلع منها طائرات متوجهة الى الولاياتالمتحدة. وفي انتظار قمة حول التطرف العنيف تلبية لدعوة البيت الأبيض في 18 فبراير، أكد جيه جونسون من جهة أخرى "مواصلة جهود الشراكة مع حكومات فرنسا وغيرها من الحلفاء الرئيسيين في مجال مكافحة الإرهاب لتقاسم المعلومات حول التهديدات الإرهابية والشبهات ضد أشخاص". وأضاف البيان "نحض الأميركيين على مواصلة السفر والمشاركة في أي حدث عام والتعاطي بكل حرية مع أشخاص آخرين. ومع ذلك ونظرا الى التطورات في العالم، فإن الوقت قد حان لزيادة الحذر من قبل السلطات المحلية والفدرالية وكل المسؤولين والرأي العام".