فيما كشفت الأممالمتحدة أن ميليشيات الحشد الشعبي تقوم بكثير من الانتهاكات في حق المدنيين بمدينة الفلوجة، تشمل القتل على أيدي عناصر الميليشيات، أكد شيوخ عشائر المنطقة أن عددا من المدنيين دفنوا وهم أحياء، بأيدي عناصر الحشد الشعبي، وأن مئات المعتقلين ما تزال مصائرهم مجهولة. وأشار مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، زيد الحسين في بيان، أمس، إلى أن لدى المنظمة "تقارير محزنة للغاية وذات مصداقية، عن تعرض رجال وصبية عراقيين لانتهاكات على أيدي جماعات تعمل مع قوات الأمن العراقية بعد الفرار من الفلوجة". وأضاف، أن التقارير تشير إلى حالات إعدام محتملة لمدنيين اعتقلوا إثر فرارهم من مدينة الفلوجة التي تخضع لتنظيم داعش. وتابع الحسين أن شهودا وصفوا كيف تعتقل ميليشيات الحشد الشعبي الذكور لإخضاعهم لفحص أمني، وأوضح أن ذلك الفحص يتحول في بعض الحالات إلى انتهاكات جسدية، وأشكال أخرى من الانتهاكات لانتزاع اعترافات قسرا على ما يبدو. جرائم الحشد أكد عدد من شيوخ عشائر المحامدة في مؤتمر صحفي عقدوه بمدينة أربيل، أمس، أن الميليشيات دفنت مدنيين أحياء في خنادق، وقتلت آخرين بالرصاص أو تحت التعذيب. وألقى أحد الشيوخ بيانا أكد فيه أن عددا من المدنيين الذين اعتقلوا خلال فرارهم من مناطق تخضع لتنظيم داعش، تم دفنهم أحياء في مدرسة ذي النورين ببلدة الكرمة التي تقع شمال شرق الفلوجة، التي استعادتها القوات العراقية نهاية الشهر الماضي. وأضاف أن مدنيين آخرين جرى اعتقالهم خلال فرارهم من مناطق الاشتباكات حول الفلوجة، تم قتلهم بالرصاص ودفنهم قرب معمل الدبس في حي الشهداء ببلدة الصقلاوية التي قالت القوات العراقية إنها استعادتها أيضا قبل أيام. وتابع "الميليشيات الطائفية المجرمة قتلت العشرات في محيط الفلوجة، وعذبت 500 منهم بأبشع الوسائل، مما أسفر عن وفاة 5 منهم بسبب التعذيب". كما أكد أن 1500 ممن جرى اعتقالهم في محيط الفلوجة، ما تزال مصائرهم مجهولة.
مطاردة المدنيين أكد شيوخ العشائر أنه جرى استهداف مدنيين فارين من القتال، رغم أنهم كانوا يرفعون رايات بيضاء، بعدما سمعوا عن وجود ممرات آمنة أقامتها القوات العراقية باتجاه بلدة عامرية الفلوجة. قال عضو مجلس المحافظة، شلال الحلبوسي في تصريحات إلى "الوطن"، "خلال إطلاق سراح 600 شخص من أبناء الفلوجة، تعرضوا للاحتجاز من فصائل الحشد الشعبي، اضطررنا إلى إرسال العشرات منهم إلى مستشفى الكرمة لمعالجة الإصابات التي لحقتهم جراء تعرضهم للتعذيب، لكن ثلاثة منهم فارقوا الحياة". مطالبا بتشكيل لجنة تحقيق لكشف هويات الأشخاص المتورطين بتعذيب المحتجزين.
استغلال الفوضى الأمنية حذر رئيس لجنة الهجرة والمهجرين، النائب عن اتحاد القوى العراقية، رعد الدهلكي، من استمرار حملات التطهير العرقي في قضاء الفلوجة، وقال في بيان صدر أمس "لطالما أكدنا أن هناك كارثة إنسانية ستحدق بالنازحين، نتيجة عدم تهيئة كل المستلزمات الضرورية لهم، من غذاء ودواء وأماكن آمنة، جراء العمليات العسكرية التي تتعرض لها مناطقهم، ويتعرض النازحون اليوم إلى تطهير عرقي من بعض الميليشيات التي تستغل بدورها الفوضى الأمنية وغياب القانون، وهو ما اعترف به رئيس الوزراء، حيدر العبادي". مشددا على ضرورة الإسراع بصرف رواتب النازحين، لا سيما أن هناك اتفاقا مع وزارة المالية بإطلاق التخصيصات اللازمة لتلك الشريحة، لسد حاجتهم. وفيما انسحبت أمس فصائل الحشد الشعبي من المناطق المحيطة بقضاء الفلوجة على خلفية موجة انتقادات لبعض عناصرها بانتهاك حقوق المدنيين، أعلنت الشرطة الاتحادية مقتل 10 إرهابيين واعتقال آخر في معارك تطهير المحور الشمالي لمدينة الفلوجة، وتفكيك 35 عبوة ناسفة خلال معالجة المخلفات الحربية في الصقلاوية.