نقلت وكالة «رويترز» عن مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين قوله إن «شهوداً وصفوا كيف تعتقل الجماعات المسلحة التي تدعم قوات الأمن العراقية الذكور وتخضعهم لتحقيق يتحول في بعض الحالات إلى انتهاكات جسدية وأشكال أخرى من الانتهاكات لانتزاع اعترافاتهم قسراً على ما يبدو». وقال مسؤولون وشهود إن العشرات من سكان ناحية الصقلاوية، شمال الفلوجة، اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب على يد عناصر في «الحشد الشعبي». وألقت الخروقات التي رافقت عملية الضواحي الشمالية والشرقية للفلوجة ظلالها على الحملة العسكرية التي بدأت في 23 الشهر الماضي، وتوالت المعلومات عن قتل جماعية واعتقالات وتعذيب وعزل النساء والأطفال النازحين عن آبائهم وأولادهم للتحقيق معهم. وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي، خلال مؤتمر صحافي عقده في ساعة متأخرة ليل أول من أمس خلال زيارته مخيماً للنازحين قرب الفلوجة أن «عمليات قتل واعتقال وتعذيب طاولت العشرات من نازحي ناحية الصقلاوية». وأضاف ان «النازحين الذين وصلوا الى المخيمات تحدثوا عن مجازر وقتل العشرات منهم وتم دفنهم بالجرافات، فيما تعرض آخرون لتعذيب شديد بعد اعتقالهم لساعات، كما تم عزل النساء والاطفال عن الرجال». وأشار إلى أن «النازحين من الصقلاوية التي سيطرت عليها قوات الأمن قبل ايام بدأوا يخشون سلوك الطريق الذي يوصلهم الى مخيمات النزوح بسبب الانتهاكات التي يرتكبها عناصر في الحشد الشعبي»، ودعا المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الى «التدخل لوقف الانتهاكات». وكان السيستاني دعا مرات عدة، منذ انطلاق الحملة العسكرية على الفلوجة الى حماية السكان الأبرياء وعدم التعرض لهم، وقال في بيان الجمعة الماضي ان «حماية الأبرياء أهم من محاربة العدو». وأعلنت منظمة «بدر» التي يرأسها هادي العامري، وحركة «عصائب أهل الحق»، بزعامة قيس الخزعلي، في بيان مشترك أمس أن «ما جرى حالات فردية ومحدودة». وكان نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» ابو مهدي المهندس قال خلال مؤتمر صحافي أول من أمس أن «الحشد الشعبي أنهى المهمة التي أوكلت إليه وهي تحرير الكرمة والصقلاوية والبو شجل». وأشار الى ان «عمليات تحرير مركز الفلوجة أوكلت إلى القوات الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب»، وأكد أن «الفلوجة أصبحت محاصرة بالكامل باستثناء الجهة المحاذية لنهر الفرات». الى ذلك قال معاون رئيس «الحشد العشائري» في الأنبار ثامر التميمي خلال مؤتمر صحافي أمس أن «عشيرة البونمر التي تعرضت للإبادة في قضاء هيت على يد داعش إن مسلحي العشيرة لم يدخلوا الى المدينة بعد تحريرها خوفاً من حصول انتهاكات وعمليات انتقام».