ظهر اسم زعيم «فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، مجدداً في ساحات العمليات في العراق، حيث نشرت مجموعة «النجباء» التابعة ل «الحشد الشعبي» وتدين بالولاء لإيران، صوراً له مع قيادات الحشد قالت إنها قرب مدينة الفلوجة. كما زار مقر العمليات في الفلوجة أمس عدد من السياسيين الشيعة، بينهم نوري المالكي وعمار الحكيم، بالإضافة إلى قيادات من «الحشد الشعبي»، بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى المقر لإعلان انطلاق العمليات. (راجع ص2) وفي هذه الأجواء، أوقفت القوات الأميركية عمليات قصفها الجوي في محيط المدينة، وأكدت مصادر مطلعة ل «الحياة»، أن الولاياتالمتحدة أوقفت بالفعل بعد منتصف ليل الإثنين– الثلثاء عملياتها العسكرية في محيط الفلوجة، فيما تقدمت قوات عراقية من الجيش والشرطة و «الحشد الشعبي»، قوامها 30 ألف مقاتل، باتجاه شرق المدينة من ثلاثة محاور، مؤكدة سيطرتها الكاملة على بلدة الكرمة شمال شرقي الفلوجة، والتي تعد معبراً استراتيجياً للسيطرة على المدينة. ونشرت مجموعة «النجباء» أمس، صوراً لسليماني برفقة هادي العامري وأبو مهدي المهندس، من أبرز قيادات «الحشد الشعبي»، وهم يتدارسون خريطة أمامهم، مؤكدة أن الصور التقطت بالقرب من الفلوجة. وعادة ما يظهر اسم سليماني مع كل عملية عسكرية كبيرة تخوضها قوات «الحشد الشعبي»، فيما تقول الحكومة العراقية إنه يقدم «استشارات عسكرية»، لكن مصادر أخرى تؤكد أن سليماني صاحب القرار الأساسي في مسارات «الحشد» وتحركاته. وأكد مصدر في الشرطة الاتحادية ل «الحياة»، أن «القوات الأمنية وصلت إلى مشارف الفلوجة من محور جسر السجر وتمكّنت من تطهير مركز شرطة السجر الواقع على الطريق الدولي السريع شمال الفلوجة وقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش». وأضاف أن «القوات الأمنية ومقاتلي العشائر يتقدمون على الأرض سريعاً لضمان الوصول إلى مناطق الجغيفي وحي الوحدة التي تعد من أكبر الأحياء السكنية في المدينة». وأوضح المصدر أن «العملية تمهد لاقتحام ما تبقى من مناطق ناحية الصقلاوية في القاطع الشمالي للفلوجة، مع ضمان إخلاء المدنيين ونقلهم إلى مناطق آمنة». وأكد مسؤولون محليون فتح أربعة ممرات لخروج السكان من الفلوجة مع بدء العمليات العسكرية لتحريرها، متهمين «داعش» بمنع الأهالي من المغادرة، كما أكدوا أن التنظيم أعدم عائلة بالكامل أثناء محاولتها الفرار من المدينة، فيما أعربت هيئة الأممالمتحدة عن قلقها على المدنيين. وقال أحمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر الفلوجة، في اتصال مع «الحياة» من بلدة الخالدية، إن «القوات الأمنية حددت أربعة ممرات آمنة للمدنيين، المنفذ الأول تقاطع السلام ومنطقة الهياكل جنوباً، والثاني منطقة السكنة والصقلاوية شمالاً، والثالث في البلدات الزراعية في الكرمة، والرابع عبر منطقتي الحلابسة والفلاحات غرباً». واتهم الجميلي «داعش» بنشر قناصة وانتحاريين «بالقرب من هذه المنافذ وهدد بقتل أي شخص يقترب منها، كما قام بوضع حواجز خرسانية على بعض الطرق الرئيسية في المدينة لمنع تسرب السكان أو انتقالهم بين الأحياء بحثاً عن الأمان». ومن جهة أخرى، قال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي أمس، إن «المنظمة الدولية عبّرت عن قلقها على مصير نحو 50 ألف شخص لا يزالون في مدينة الفلوجة»، مشيراً إلى أن «الأممالمتحدة تتعاون مع الشركاء المحليين من المنظمات الإنسانية لتقييم الاحتياجات ونمط حركة المدنيين المتبقين في الفلوجة، والتي كانت أول مدينة تسقط أمام داعش في كانون الثاني (يناير) 2014». وأكد أن «المدنيين يواجهون خطراً شديداً في محاولتهم الفرار، ومن المهم أن تتوافر لهم بعض الممرات الآمنة». في غضون ذلك، ذكر بيان لوزارة الدفاع أن الوزير خالد العبيدي استقبل السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، ونقل بيان عن الأخير قوله إن «العراقيين بمواجهة داعش وفكره المتطرف إنما يدافعون عن أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها حماية للمصالح الحيوية لدولها»، مؤكداً «وقوف السعودية على مسافة واحدة من كل القوى السياسية العراقية واستعدادها لإقامة أفضل العلاقات مع العراق في المجالات كافة».