قال السفير الفرنسي لدى السعودية برتران بزانسنو إنه ليس هناك ما يمنع من جلب مسلة تيماء أو أية آثار سعودية أخرى إلى المملكة من متحف اللوفر حال الاتفاق بين المتحف الوطني في الرياض ومتحف اللوفر وأكد السفير خلال زيارته لمنطقة حائل يوم أمس أن هناك علماء آثار فرنسيين يعملون في مدائن صالح وبشكل سنوي كما أن هناك خبيرا فرنسيا آخر يعمل في جنوب المملكة. ولم يخف السفير الفرنسي ل"الوطن" دهشته من الآثار التي اطلع عليها في مدينة جبة بمنطقة حائل مؤكدا أنه سيحدث الخبراء الفرنسيين لزيارتها حال عودته للرياض معتبرا أن الآثار التي شاهدها "عجيبة جدا" كما نطقها بالعربية ولم أكن أعرف أنها تحتوي على هذا الكم الكبير من الآثار. من جانبه قال مدير عام مركز البحوث في الهيئة العامة للسياحة قطاع الآثار الدكتور عبدالعزيز الغزي : إنه ليس هناك ما يمنع من المطالبة بآثارنا خصوصا أن تلك الآثار أخذت بطريقة غير شرعية وهناك بلدان طالبت بها وحصلت عليها مثل العراق ومصر . واعتبرالغزي أن مسلة تيماء تبقى هي الأشهر ولكنها ليست الأهم فأهمية الأثر تنبع بقدر ما تضيفه إلى تاريخ الحضارة الإنسانية وتكمن أهمية المسلة في كونها مسلة بحد ذاتها وثانيا في كونها نص مكتوب . وأوضح الغزي أن أهمية مسلة تيماء تنبع من كونها أثرا مكتوبا عن حقبة الملك البابلي " نابونيد " وأن الكتابة الموجودة على المسلة والتي كتبت بالخط " الآرامي" توضح بالإضافة إلى تاريخ الملك طريقة العبادة والتي كانت تتم على الصنم "مردوخ" وهذا الصنم نقلت عبادته إلى تيماء وهذا ما يدل على أهميتها وعلى أهمية غزوة الملك "نابونيد" الطويلة والتي بدأها من بابل وحوران والحجر أرض سدوم وإلى فدك في الحائط وأطراف المدينة ثم عاد إلى تيماء وأقام فيها لمدة عشر سنوات إلى أن قضى الفرس على مملكة بابل وهذه أهميتها بالنسبة للتاريخ العالمي بشكل عام وليس لتاريخ الجزيرة العربية بشكل خاص كونها تتحدث عن قيام إمبراطورية تملك نصف العالم في ذلك الوقت . وقال الغزي إن تاريخ المسلة يعود إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، وهناك دراسات توضح أنها تعود للقرن الثالث ق م ولكن التاريخ الأول هو المرجح. وأكد الغزي أن الرحالة نقلوا العديد من الآثار مثل النقوش والعملات المعدنية وهي موزعة في متاحف غربية وبدأت تعود دون مطالبات مؤكدا أن عمال شركة أرامكو وقبل 60 سنة كان لهم دور في نهب آثار المنطقة الشرقية.