أعلن مستشار أمين الأحساء، منسق "الأحساء" في شبكة المدن المبدعة التابعة لليونيسكو المهندس أحمد المطر، دخول الأحساء في شراكة وتعاون مع المدن العالمية الأخرى المشابهة لها في المجال والتخصص الإبداعي، تفعيلا لانضمام الأحساء لشبكة المدن الابداعية التابعة لمنظمة اليونيسكو كأول مدينة سعودية وعربية ضمن 20 مدينة بالعالم في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية. وقال المطر ل"الوطن": إن أولى تلك الشراكات والتعاون المشاركة أخيراً في ورشة العمل الدولية للحرف اليدوية للمدن الأعضاء في الشبكة بكوريا الجنوبية، التي صاحبت فعاليات مهرجان "السيراميك" السنوي في نسخته ال30، وذلك بمشاركة السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، والصين، واليابان، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، إذ يهتم المهرجان بالحرفيين وتطوير صناعة الفخار والسيراميك وطلاء الأواني الفخارية بالنقوش والفنيات الجميلة، ويهدف إلى الحفاظ على الحرف اليدوية، واعتبارها محفزا لتنمية مستدامة، وهو الهدف الأبرز من أهداف الشبكة التي وضعتها منظمة اليونيسكو. موروث حضاري "الأحساء"، شاركت خلال فعاليات المعرض المصاحب للورشة ب3 منتجات حرفية، اشتهرت بها الأحساء منذ القدم، وهي: •البشت "الأحسائي" نموذج للدقة والإتقان والجمال. •الدلة "الأحسائية" رمز للأصالة والكرم والضيافة. •سفرة الخوص "الأحسائية" التي تشير إلى أكبر واحة نخيل في العالم. وأكد المطر أن هذه المنتجات الثلاثة حظيت بإعجاب زوار المعرض من مسؤولين ومن المجتمع الكوري، كما قدم مسؤول الاتصال الدولي ل"الأحساء" في الشبكة الدكتور إبراهيم الشبيث، خلال أعمال الورشة عرضا "تعريفيا" عن الأحساء، تضمن الإشارة إلى ما تزخر فيه من موروث حضاري في مجال الحرف اليدوية يمتد لآلاف السنين. تعيين شيخ لكل حرفة أبان المطر أن لانضمام "الأحساء" لشبكة المدن الإبداعية، فوائد عديدة للحرفيين والحرفيات، من بينها إيفادهم للمشاركات في المهرجانات والورش التدريبية والملتقيات المرتبطة بالشبكة، كما سيعمل فريق "الأحساء" في الشبكة على احتضان هؤلاء الحرفيين، وتكوين مرجعية تتولى شؤونهم، وتعمل على تطويرهم، وتحسين وضعهم الحرفي، وذلك من خلال تضافر الجهود من الجهات المعنية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني بمساعدتهم للحفاظ على هذه الحرفة وتطويرها. وأبان أن مشاركتهم في ورشة العمل في كوريا الجنوبية، كشفت أن حاجة تطوير الحرفيين والحرفيات، تبدأ من البنية التحتية، وذلك بتوفير المواقع، وورش العمل، وتوفير مواد الخام، ووجود معاهد متخصصة لتطوير هذه الحرف، إضافة إلى تبني دعم وتطوير هؤلاء الحرفيين، كما يحظى الحرفيون الكوريون باحترام وتقدير المجتمع الكوري، بإضافة إلى حرص المعنيين على توجيه السائحين إليهم، ونقل هذه المهارة إلى الأجيال الجديدة من خلال زيارات طلاب وطالبات المدارس عبر الجلوس مع الحرفيين والتعلم منهم أصول الحرفة، لافتا إلى أن فريق "الأحساء" في الشبكة، سيعمل على تشكيل "جماعة" متخصصة لكل حرفة معينة، وتعيين "شيخ" لكل حرفة، تمهيدا لاعتماد جمعية للحرفيين، وهي المظلة لجميع هذه الجماعات، وتولى هذه الجمعية تنسيق الإفادة للحرفيين للمشاركة في مناسبات وفعاليات الشبكة. وذكر أن من بين الأفكار المطروحة لتطوير أي حرفة، سيكون هناك تجمع للحرفيين لكل جماعة معينة تتعاون مع بينها، وينتخبون من يمثلهم في حضور اللقاءات وما يخصهم والترتيب للمشاركات والفعاليات وغيرها، موضحا أن "الأحساء" تتجه في الأعوام القريبة لاستضافة أعضاء الشبكة، وذلك بعد تبلور العمل الجماعي، وتوفر تمويل ثابت للفريق بجانب الإمكانات البشرية، وذلك بهدف تأكيد التعاون مع مدن أخرى في نفس التخصص أو التخصصات القريبة منها. تجربة الأجيال فريق "الأحساء"، فرغ من تصميم الشعار "الرسمي" للفريق، إذ سيكون وسيلة مهمة للتعريف ب"الأحساء" كمدينة إبداعية على مستوى العالم، من خلال نشر هذه الشعار في جميع المواقع وعلى الحافلات وفي الأسواق والمتاجر والمصانع وفي مقار الحرفيين، حتى يتم ترسيخ ذلك في أذهان الناس. وأشار المطر إلى أن من بين المشاريع المتوقعة لتعزيز مشاركة "الأحساء" في الشبكة، إنشاء سوق للحرفيين وسط المنطقة التاريخية في الهفوف –تحت التنفيذ-، وتزويد الحرفيين والحرفيات بالمعلومات والخبرات، التواصل مع برنامج "بارع" في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتطوير الحرفيين، والتواصل مع فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون لتطوير الفنون الشعبية، مشددا على أنه لا إغفال لأي حرفة يدوية، إذ تعتبر كل واحدة منها مظهرا حضاريا، وفيها نقل للتجربة من الأجيال السابقة إلى الأجيال اللاحقة.