صب رواد مواقع التواصل الاجتماعي طوال اليومين الماضيين غضبهم على عدد من المشاهير بعد أن روجوا مشروع «مان ديفان» الذي ورط نحو 700 شاب سعودي، وصدر ضده حكم قضائي أخيرا. واعترف عدد من مشاهير «تويتر» بندمهم حيال الترويج للمشروع ودعمهم له، في حين أكد بعضهم استلام مبالغ مالية نظير التسويق له مقابل مبالغ تتراوح بين 11 و50 ألف ريال، وسط تأكيدات المحامي بندر العمودي ل«الوطن» إمكانية مقاضاة المشاهير، حسب نظام الجرائم المعلوماتية. كشفت قضية "مان ديفان" التي ذهب ضحيتها قرابة ال700 شاب سعودي، عبر استدراجهم من إحدى الشركات إلى مشروع فاشل، عن استغلال عدد من مشاهير الشبكات الاجتماعية في تسويق ليس فقط الأفكار، ولكن أيضا المشروعات بغض النظر عن مصداقيتها.
تأثير الشبكات الاجتماعية أعاد هاشتاق #متضرري_مان_ديفان، الذي ظهر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قضية مان ديفان من جديد، وأبرز هذه المرة بُعدا جديدا، وهو تأثير الشبكات الاجتماعية، ودورها في ترويج المشروع، والتغرير بالشباب، إذ قام مسوقو المشروع بحملة علاقات عامة موجهة، تركزت بشكل خاص على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا موقع "تويتر"، وموقع الفيديو "يوتيوب". كما اعتمد القائمون على المشروع في عملية الترويج بشكل رئيس، على عدد من المشاهير المؤثرين في الشبكات الاجتماعية، والذين يحظون بمتابعات مليونية عبر حساباتهم في "تويتر"، وذلك بموجب صفقات مالية تتلخص في التغريد مقابل المال.
مشاهير تويتر قال خبير شبكات التواصل الاجتماعي خالد المحمد ل"الوطن"، إن "بعض الشركات المتخصصة في العلاقات العامة والإعلان تلجأ إلى "مشاهير تويتر"، للترويج لمشاريعها، باعتبار "تويتر" أسرع وسائل الإعلام الجديد انتشارا بين السعوديين من ناحية، ولاتساع نطاق متابعي هؤلاء المشاهير الذين يصلون إلى الملايين، وهو ما يعني توسيع رقعة التأثير لما يتم الترويج له، بهدف الوصول إلى الترند السعودي". وكشف أن "هناك أسماء محددة للمشاهير في "تويتر" تتوجه إليهم تلك الشركات، وتتفق معهم على الترويج لمشاريعها خلال التغريد، وكلفة ذلك، وفقا لأعداد المتابعين للحساب، وإعادة التغريدة "رتويت" من المستخدمين، وعمليات الإعجاب التي تتحصلها تلك التغريدة التسويقية".
تغريدة ب50 ألف ريال أوضح المحمد إن "الكلفة المالية التي يطلبها نجم موقع التواصل تراوح بين 11 و50 ألف ريال للتغريدة الواحدة، بحسب قيمة المنتج، والجهة المعلنة، وعادة ما تلجأ إلى هذا الطريق الشركات أو المؤسسات أو حتى الشخصيات الراغبة في تسويق نفسها، بهدف جذب الانتباه إلى ما يروجون له، لخفض الكلفة المالية للإعلانات التقليدية التلفزيونية، والصحفية، وإعلانات الشوارع".
اعتذارات بالجملة ظهرت على مواقع التواصل أخيرا اعتذارات من عدد من الشخصيات العامة المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين شاركوا في الترويج لمشروع "مان ديفان"، ومنهم الداعية عائض القرني، والفنان فايز المالكي، اللذان اعتذرا عن دعم المشروع، وحذفا تغريداتهما السابقة. وقال الفنان فايز المالكي خلال تغريدة في هاشتاق #متضرري_مان_ديفان في 19 مايو الجاري، إنه شارك في إعلانات للشركة المسوقة ب45 ألف ريال، وإنه قرر أن يهب المبلغ المتبقي منه وهو ما يقرب من 30 ألف ريال لأحد المتضررين، وهو السجين المعوق في الحقوق المدنية بمحافظة الطائف سليمان محمد الذي انتشر مقطع له في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع.
القانون يلاحق النجوم قال المحامي وعضو لجنة المحامين بالغرفة التجارية والصناعية بجدة بندر العمودي ل"الوطن"، إن "قضية مان ديفان إضافة إلى أنها قضية حقوقية، تدخل أيضا في إطار "نظام الجرائم المعلوماتية" الذي يهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني، وحماية المصلحة العامة، والأخلاق والآداب العامة، وفقا للمادة الثانية للنظام، إذ نص النظام على معاقبة الوسطاء أو المشاركين في تدليس وخداع الناس البسطاء" وأضاف "المادة التاسعة من النظام نصت على معاقبة كل من حرض غيره، أو ساعده، أو اتفق معه على ارتكاب أي من الجرائم المنصوص عليها بهذا النظام، وإذا وقعت الجريمة بناء على هذا التحريض، أو المساعدة، أو الاتفاق يخضعون لعقوبات النظام". وأوضح العمودي أن "الشركة المروجة لهذا المشروع تم إدانتها بحكم قضائي نهائي صادر من ديوان المظالم، ومن هذا المنطلق يحق للمتضررين مقاضاة المحرضين والمروجين لها لعدم حرصهم على الاقتصاد الوطني، ولا تنتفى التهمة عنهم، حتى في حالة اعتذارهم أو حذف التغريدات الصادرة منهم في حساباتهم في شبكات الإعلام الاجتماعي".
مشروع متعثر تعود قضية "مان ديفان" إلى عام 2011، عندما تقدمت إحدى الشركات بمشروع للشباب عن طريق بنك التسليف، تقوم بموجبه باستيراد ملابس رجالية يقوم الشباب بتسويقها عن طريق محلات تحمل الاسم ذاته، إلا أن المشروع، وبحسب عدد من المواقع، لم يكتب له النجاح، وتعثر كثير من الشباب في تسديد القروض، نتيجة المبالغة في تجهيز المحلات وفق اشتراطات الشركة، ورداءة المنتجات، مما دفع إلى ركود البضائع، وفشل الفكرة التي كلفت الشباب كثيرا من الديون.
الصفقة مع نجم التواصل الاجتماعي تعتمد على 1- عدد المتابعين للحساب 2- إعادة التغريدة "رتويت" 3- عمليات الإعجاب
تلجأ بعض الشركات لمشاهير التواصل الاجتماعي بهدف 1- جذب الانتباه إلى ما يروجون له 2- خفض الكلفة المالية للإعلانات التقليدية من 11 ألف ريال إلى 50 ألف ريال تكلفة التغريدة الواحدة