بينما أجبرت الخسائر البشرية الأخيرة إيران على إيقاف إرسال الحرس الثوري إلى سورية، رفضت الولاياتالمتحدة رسالة التعزية التي تقدم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى حزب الله في مقتل قائده مصطفى بدر الدين، المتهم دوليا بجرائم إرهابية. واستنكرت واشنطن تعزية ظريف في وفاة "مجرم مدان"، مؤكدة أن إيران "دولة تدعم الإرهاب". وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، إن من المقلق أن يرسل ظريف برقية تعزية لمقتل قيادي في جماعة إرهابية، مضيفا "بدر الدين أدين لدوره في الهجمات على السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت في 12 ديسمبر 1983، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. ونعلم أن إيران دولة تدعم الإرهاب، واستمرت بشكل خاص في رعاية حزب الله الذي صنف كجماعة إرهابية".
طهران توقف مقاتليها أوقفت إيران إرسال مزيد من قوات الحرس الثوري وميليشيات الباسيج التابعة لها إلى سورية، بعد احتجاج وجهه مقاتلون إلى قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، محمِّلين إياه مسؤولية مصرع عدد كبير من العسكريين الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة. ونقلت وسائل إعلام فارسية، عن أحد المقاتلين القادمين من سورية، يدعى كاظمي، قوله إن "عملية إرسال القوات من مازندران إلى سورية والعراق توقفت". وجاء تصريح كاظمي خلال مشاركته في مراسم تأبين بمحافظة مازندران شمال إيران، أقيمت الأحد الماضي، ل13 قتيلا من الحرس الثوري لقوا مصرعهم في معركة خان طومان. وأضاف كاظمي "نظرا لتزايد أعداد القتلى منذ معركة خان طومان، تقرر وقف إرسال مزيد من القوات إلى سورية والعراق"، كاشفا انتقادات واسعة وجهها مقاتلون لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، حملوه مسؤولية مصرع عشرات القتلى من عناصر الحرس والميليشيات الشيعية في معارك خان طومان، وذلك في عريضة وجهوها إلى سليماني.
تسليح المعارضة أشار رئيس اللجنة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب، إلى توجه دولي لتزويد كتائب المعارضة بأسلحة ودعم نوعي تحت إشراف دولي. وجاء ذلك بالتزامن مع اجتماع حجاب مع ممثلين عن 14 فصيلا من المعارضة، لبحث تشكيل جبهة شمالية موحدة على غرار الجبهة الجنوبية. وبينما يشهد ريف حلب، معارك يومية وصفها مراقبون بالاستنزافية، تواجه المعارضة صعوبات في استعادة بعض القرى التي يسطر عليها الأكراد شمال حلب، في ظل تواصل هجمات النظام وروسيا على حلب وريفها ومناطق أخرى، مما دفع فصائل عسكرية في كل من حلب وإدلب وريف اللاذقية إلى توحيد صفوفها تحت مظلة واحدة وتشكيل ما سمي بالجبهة الشمالية. واجتمع ممثلون عن 14 فصيلا معارضا لدراسة المشروع، منهم: جيش الإسلام والجبهة الشامية والفوج الأول وجيش المجاهدين والفرقة الشمالية، وغيرها، بينما غابت فصائل بارزة عن الاجتماع، مثل: جيش النصر وفيلق الشام وحركة أحرار الشام، وفصائل أخرى. وتسعى الفصائل في الشمال إلى تشكيل هيئة سياسية موحدة، وهيئة أركان مشتركة، ومؤسسة إعلامية عسكرية موحدة أيضا، وذلك لتحقيق التعاون الأمني فيما بينها، بما ينعكس على إحراز تقدم عسكري نوعي في الشمال السوري.