في خطة محكمة أطلق عليها رجال الأمن خطة الفجر، تمكنت الجهات الأمنية أمس من القضاء على أحد الإرهابيين المتورطين في إطلاق النار على مراكز الشرطة في حداد والقريع ببني مالك في محافظة الطائف، ومحاولة اقتحامها قبل التصدي لهم من رجال الأمن، وما أسفرت عنه المواجهة من استشهاد رجلين من رجال الأمن. ووجهت الجهات الأمنية نداءات للمطلوب الأمني بتسليم نفسه إلا أنه احتمى في جحره بجبل خو الغراب، ورفض وقاوم رجال الأمن الذين لم يعطوه الفرصة ليلحق الضرر بهم أو بالمواطنين، فأجهزوا عليه فورا، وتعاملوا مع الموقف بما يقتضيه، وعثر بحوزته على أسلحة وقنابل جاهزة للتفجير.
محاولة فاشلة صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، بأنه إلحاقا للبيان المعلن بتاريخ 1/ 8/ 1437 بشأن إحباط الشهيد، بإذن الله، العريف سعيد دهيبش عيضة الحارثي، محاولة تنفيذ عمل إرهابي بمخفر شرطة حداد في بني مالك بمحافظة الطائف، ولجوء المتورطين في المحاولة الفاشلة خلال مطاردتهم إلى إحدى المناطق السكنية الجبلية بقرية ثقيف، إذ تمت محاصرتهم وتمشيط المنطقة بحثا عنهم بمساعدة سكان المنطقة، فقد تم بتوفيق الله رصد وجود أحدهم متحصنا بموقع في جبل "خو الغراب" ببني مالك بمحافظة الطائف، وبعد توجيه النداءات إليه لتسليم نفسه، لم يستجب وبادر بإطلاق النار من سلاح رشاش، مما اقتضى تشديد محاصرته وتضييق الخناق عليه، وتأمين سلامة سكان المنطقة قبل أن يتم تبادل إطلاق النار معه، ومقتله صباح الإثنين الموافق 2/ 8/ 1437، واتضح بأنه المواطن محمد حزام خضر العصماني المالكي، والذي سبق أن قام بنشر لقطة فيديو مهددا فيها رجال الأمن، كما أكدت التحقيقات الأمنية تورطه أيضا في جريمة استهداف أحد منسوبي مركز شرطة القريع بمحافظة الطائف وكيل الرقيب خلف لافي قليل الحارثي، وهو يؤدي مهامه في المركز، مما نتج عنه استشهاده "رحمه الله" والمعلن عنها بتاريخ 29/ 7 /1437، وما يزال الحادث محل المتابعة الأمنية.
تفاعل المواطنين أضاف اللواء التركي "أبدى المواطنون خلال مباشرة الجهات الأمنية مهامها في الموقع تفاعلا كبيرا غير مستغرب، بما أظهروه من تعاون ومساندة في البحث عن المتورطين في المحاولة الإرهابية الفاشلة، وتجاوبهم باتباع تعليمات رجال الأمن لوقايتهم من إطلاق النار العشوائي، ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن الجهات الأمنية ستواصل ملاحقتها كل من تسول له نفسه تهديد الأمن والاستقرار، مشيدة في الوقت ذاته بالتفاعل الرائع للمواطنين من أهالي المنطقة الذين أكدوا أن المواطن هو رجل الأمن الأول. وسيصدر لاحقا بيان تفصيلي بالمستجدات". وكانت الجهات الأمنية لاحقت المطلوبين في جبال مركز ثقيف، خلال الأيام الأربعة الماضية، واستطاعوا عزلهم عن المنطقة المأهولة بالسكان إلى حين القضاء على أحدهم، والذي يعد أبرزهم وأكثرهم خطرا.