تتعدد أسباب ومفاهيم السعادة بين الناس حسب الثقافة السائدة والأفكار المنتشرة والموروثات في كل مجتمع، فالسعادة في نظر البعض قد تكون عبارة عن امتلاك السيارة الفخمة والفيلا الفاخرة وأرصدة البنوك الكبيرة وغيرها من وسائل الرفاهية المتقدمة، ومن الناس من يرى أن السعادة في الحصول على منصب في إحدى الإدارات والتفاخر بالوجاهة الاجتماعية لهذا المنصب، وكذلك هناك من يرى أن قمة السعادة تتحقق عندما يتزوج بأكثر من امرأة، وهناك أيضا من يرى السعادة في السفر إلى دول العالم للسياحة والترفيه، كما أن البعض يرى أن السعادة سوف تتحقق عند التقاعد، والبعض يرى السعادة في الترقية في العمل وهناك أسباب كثيرة ومتعددة وأكثر من أن تحصى. أيضا من الناس من يتحسر ويعتصر ألماً عندما ينظر لغيره ويرى أنهم هم السعداء وأنه تعيسٌ في حياته وحظه سيئ ولا يرى في هذه الدنيا أي شيءٍ يدعو إلى التفاؤل. لا شك في أن الوضع المالي الجيد هو من دعائم السعادة، ولكن مجرد امتلاك المال لا يعني السعادة المطلقة في الحياة، فكم من غنيٍ ضاقت البنوك من حجم أرصدته المالية وهو في قمة التعاسة لأسباب كثيرة لا نعلمها، لذلك لا بد لنا أن نقرّ ونعترف بأن مصدر السعادة الأول هو شكر الله سبحانه وتعالى والرضا بما كتبه لنا في هذه الحياة، فمجرد التأمل في نعمةٍ واحدةٍ من نعمه كفيلٌ بأننا نشكره ونحمده كثيرا، فكيف لو تأملنا في الكثير من النعم التي منّ الله بها علينا مثل نعمة البصر والعافية والسلامة من الأمراض والعاهات ونعمة الأمن والرزق، والزوجة المخلصة والأولاد الأصحاء، ونعمة الحرية وغيرها، فلله الحمد والشكر كما يليق بجلاله وعظمته. السعادة الحقيقية من وجهة نظري هي بالاستمتاع بما لدينا وما نملك، واستشعار المتعة والبهجة بالأمور والتفاصيل الصغيرة التي في حياتنا والتركيز على الجانب الإيجابي في كل حركاتنا وسكناتنا، فمهما كانت صعوبتها فلابد أن يكون لكل شيءٍ جانب إيجابي سوف نراه عندما ننظر إلى الأمور من زاوية مختلفة، فلكي تنعم بالسعادة استمتع بكل ما هو حولك، واستشعر السعادة حتى في الأمور التي تراها عادية أو صغيرة، كن دائماً مفعماً بالطاقة مبتسماً متوكلاً على الله سبحانه، استمتع بقراءة دعاء صغير كل صباح، استمتع بكسر الروتين في عملك بعمل بعض التغييرات، وغيرها الكثير من الأمثلة والأفكار التي لا شك أنها تحقق السعادة في حياتك لو أمعنت النظر في تفاصيلها، فابحث عنها الآن من حولك ولا تنتظر للغد، كن إيجابياً تعش سعيداً.