أظهرت الكشوفات والتحاليل المخبرية في صحة جازان تزايدا ملحوظا في الحالات المصابة بفيروس الملاريا، خاصة في صفوف النازحين والقادمين من اليمن أو ممن يخالطهم في المناطق الحدودية، وهو ما أصبح يشكل هاجسا للأهالي، نتيجة للخوف من عودة المرض بعد أن أوشكت المنطقة على التخلص منه بشكل نهائي. وأكدت مصادر طبية ل"لوطن" أن برامج المكافحة والمعالجة للمرض والمعمول بها حاليا بحاجة للمزيد من الجدية واستشعار حقيقي لخطورة المرض، وأن ما يصرف من أدوية ولقاحات في المنافذ للقادمين من اليمن لا يتم الإشراف على استخدامها، رغم ضرورة إلزامهم بذلك، إضافة إلى ضعف كبير في جوانب التوعية بخطورة المرض على أبناء المنطقة أكثر من القادمين لأسباب طبية تتعلق بالمناعة والمقاومة للفيروس، كون المرض قد تم القضاء عليه داخليا في المنطقة بشكل شبه نهائي منذ سنوات، مطالبين بضرورة تكثيف عملية الرش وردم المستنقعات خاصة بعد الأمطار التي شهدتها المنطقة، والتي تشكل بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض، قبل أن يتفشى بشكل أكبر يصعب بعدها السيطرة عليه. سياسة علاجية أوضح المتحدث الإعلامي لصحة جازان نبيل غاوي في حديثه إلى "الوطن" أن وضع الملاريا في منطقة جازان وفي الشريط الحدودي يعتبر استثنائيا هذا العام في ظل وجود العمليات العسكرية. ومنذ بدء موسم انتشار المرض في سبتمبر 2015 حتى مارس الماضي، نفذت وزارة الصحة العديد من الاجتماعات وورش العمل المتوالية للتحذير من مرض الملاريا، وقد توازى ذلك مع حملات التوعية وتحديث السياسة العلاجية لمرض الملاريا، كما قامت الوزارة بدعم المنطقة بعدد وافر من أدوية الملاريا وعقاقير الوقاية من المرض، كذلك تم توزيع أدوات الحماية الشخصية من دهانات طاردة للبعوض وناموسيات مشبعة بالمبيدات وعتائد الفحص السريع للملاريا وغيرها من المبيدات وأجهزة المكافحة المختلفة. تحرك محدود أثمر هذا الاستعداد الجيد والتنسيق الدائم بين إدارة الملاريا بالوزارة وجازان عن السيطرة على وضع الملاريا رغم الظروف الاستثنائية، والتي أدت إلى محدودية تحرك فرق مكافحة البعوض الناقل الميدانية وفرق التقصي الحشري والوبائي نظرا للوضع الحالي بالشريط الحدودي، وقد قوبل هذا الوضع بتسيير فرق طبية ميدانية متحركة بلغ عددها 12 فريقا للفحص والعلاج تنطلق من مراكز الملاريا الحدودية في مناطق العارضة وهروب والداير والعيدابي، وتم بنجاح تعزيز برامج استكشاف ومعالجة المرض والحيلولة دون وقوع الانتشار، ومسح عدد كبير من النازحين وبحمد الله استمرت معدلات المرض في الفئة المحلية في مستويات متدنية. وأكد أن الوزارة استطاعت التحكم في الملاريا ومنع تفشيها في المنطقة رغم هذه الظروف الاستثنائية، وستستمر في المراقبة والمتابعة والدعم للشريط الحدودي بالفرق الميدانية سعيا لإيقاف سلسلة نقل المرض وتعزيز المكتسبات المحققة للتحكم في المنطقة.