طالب المشاركون في الندوة الوطنية للاستخدام الآمن للمبيدات التي بدأت فعالياتها اليوم بجازان بضرورة وضع حد للاستخدام العشوائي وغير المنظم للمبيدات في مجال الصحة العامة من قبل الجهات الحكومية والخاصة في السعودية. كما طالب المؤتمرون بضرورة إيجاد هيئة أو جهة رقابية حكومية تقود وتضع وتشرع استخدامات المبيدات في مجال الصحة العامة ومكافحة نواقل المرض في المملكة وأن تتولى تشريع وإجازة استخدام المبيدات للحد من آثارها السلبية على الصحة والبيئة والمجتمع بسبب الاستخدامات العشوائية. أكد الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي في ورقة العمل التي قدمها في الندوة أن هذا الملتقي العلمي الأول من نوعه في المملكة يهدف إلى رسم سياسة وطنية لاستخدام المبيدات والتعامل معها وإيجاد آلية مشتركة لتوحيد جهود مكافحة نواقل المرض وتفعيل دور مركز الأبحاث الوطني لنواقل المرض بجازان وإيجاد نقلة نوعية في مجال مكافحة نواقل المرض في السعودية. وتحدث مدير عام الشئون الصحية بجازان الدكتور محسن طبيقي في ورقة العمل التي قدمها عن تحديات مكافحة نواقل المرض في المملكة مشيرا إلى تزايد الحالات الوافدة من الدول المجاورة والقرن الأفريقي. وقال طبيقي إن وزارة الصحة وضعت أكثر من 50 فرقة مسح وعلاج حدودية تتمركز على حدود جازان وعسير ساعدت في كبح نقل حالات الملاريا الوافدة بشكل كبير. وأوضح طبيقي أن البعوض الناقل للملاريا وغيرها في المملكة هو من أخطر أنواع البعوض في العالم. وأضاف أن التغيرات المناخية وتطور الحياة المدنية وكثرة السدود والعقوم ساعدت في تكاثر البعوض.
وحذر مدير مركز الأبحاث الوطني لنواقل المرض الدكتور عادل الشيخ أن البعوض الناقل للملاريا والبعوض الناقل للضنك من أخطر النواقل في المملكة وأنه يموت سنويا 20 ألف شخص في العالم بسبب التسمم بالمبيدات ويتسمم أكثر من ثلاثة ملايين شخص بالمبيدات. وتحدث مدير إدارة الملاريا بوزارة الصحة الدكتور محمد الزهراني استشاري نواقل المرض عن استراتيجيات وتحديات البرنامج الوطني للقضاء على الملاريا. أكد الزهراني انحصار الملاريا في السعودية في حدودها مع اليمن فقط. كما أكد أن نوع الملاريا المكتشف في السعودية هو من أخبث أنواع الملاريا وأن البعوض الناقل له هو من أشد أنواع النواقل ضراوة في العالم. وأضاف الزهراني أن سبب زيادة انتشار وضراوة حمى الضنك محليا وعالميا هو زيادة نسبة التمدن وكثرة وسهولة تنقل الأشخاص ومقاومة الناقل للمبيدات وتعدد أماكن توالد البعوض. وكان ميمش افتتح فعاليات الندوة التي شارك فيها عدد من الجهات الصحية والشئون البلدية والزراعة وخبراء عرب وأجانب وشركات يابانية لتصنيع المبيدات واستضافها المركز الأبحاث الوطني لنواقل المرض بجازان.