فيما تتفاقم الأوضاع الإنسانية بمدينة الفلوجة نتيجة سيطرة تنظيم داعش عليها من الداخل، فضلا عن حصارها من الخارج من قبل القوات العراقية وميليشات الحشد الشعبي، حمل رئيس الوزراء العراقي الأسبق الدكتور إياد علاوي، الحكومة العراقية الحالية برئاسة حيدر العبادي، ما يحدث في الفلوجة، وقال: إن الحكومة غير قادرة على ضبط الأمور في العراق لاسيما في الفلوجة، مشيرا إلى أن اعتمادها على الحشد الشعبي لا جدوى منه في ظل وجود فريقين أحدهما ملتزم ومنضبط، والثاني يضم ميليشيات مسلحة لا تمثل حقيقة السلطة العراقية ولا تحفظ الأمن أو تحقق العدالة. وقال علاوي في تصريحات إلى "الوطن": إن آلاف الأسر من أهالي مدينة الفلوجة يعانون من أوضاع إنسانية مفزعة بسبب ارتهانها في قبضة تنظيم داعش منذ سنوات، حيث تنعدم أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء وخدمات وتتفشى الأمراض الفتاكة، فضلا عن انتشار أساليب القمع والترهيب واحتجاز المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ كدروع بشرية، والتي يمارسها التنظيم ضد كل من يفكر بالتمرد عليه أو مغادرة المدينة، مؤكدا أن الوضع الإنساني كارثي ويستدعي الإسراع بتحريرها وفتح الممرات الآمنة لخروج المدنيين وإغاثة المنكوبين منهم. الفساد وتأخر الإصلاحات وتطرق علاوي إلى الخلافات السياسية بالعراق بسبب الفساد وتأخر الإصلاحات ما استدعى اتباع التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر إلى الاعتصام. وقال: إن الفساد بجميع أشكاله أصبح سائدا في البلاد واستنزف المجتمع ودمر البنية الاقتصادية، وتم إجهاض الوضع العراقي. وأضاف أن خارطة الطريق للخروج من هذا المأزق هو الاتفاق وتبني آلية عمل واضحة ونزيهة من أبرز منطلقاتها هو تعبئة المجتمع ضد كل أشكال التطرف، وإلغاء المحاصصة واعتماد المواطنة المتساوية وتحقيق المصالحة الوطنية تمهيدا لبناء المؤسسات التي لا تخضع إلا للمهنية والكفاءة وتولي عنايتها لكل العراقيين دون استثناء وتعيد العراق إلى موطنه العربي والإسلامي، وأن تأتي حكومة بعيدة عن الطائفية السياسية، وتلتزم بخارطة الطريق. استمرار المظاهرات وحول اعتصامات الصدر وأتباعه بالمنطقة الخضراء، قال علاوي: "نحن مع بقاء المظاهرات السلمية وعلى الحكومة الاستمرار بالتعامل الإيجابي مع المتظاهرين والمعتصمين"، داعيا الحكومة إلى ضم قوى الحراك الشعبي للمشاورات السياسية الدائرة حول التشكيل الوزاري والإصلاحات السياسية. وأضاف "أن المطلوب هو إصلاح جوهر العملية السياسية بالقضاء على المحاصصة والتهميش، ومحاربة الفساد وتحقيق المصالحة الوطنية وإصدار العفو ودعم النازحين وتعويضهم وإعادتهم إلى أوطانهم والحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية". من ناحية ثانية، يقدم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم، مرشحيه لمجلس النواب البرلمان بهدف إجراء تغييرات وزارية على طريق إصلاحات شاملة لتحسين أوضاع البلاد، حسبما نقل بيان رسمي أمس. ونقل بيان على موقع رئاسة الوزراء، "بأن العبادي سيقدم تغييره الوزاري اليوم إلى مجلس النواب كما وعد في الأسبوع الماضي".