دعم سياسيون ونواب برلمانيون عراقيون من تيارات مختلفة مطالب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وأكدوا على مناداته بالإصلاح ومحاربة الفساد والحق السلمي في التظاهر من أجل تحقيق هذه الأهداف، وأعلن إياد علاوي رئيس ائتلاف الوطنية دعمه للتظاهرات في الوقت الذي قال فيه نواب بالبرلمان العراقي، إنه يتوجب على رئيس الوزراء حيدر العبادي إجراء تغييرات، وعدم المراهنة على الكتل السياسية وانتظار قراراتها، ووصفوا ذلك بالعملية الفاشلة، بعد أن سبقهم الصدر بإعلان تبرؤه من أعضاء التيار الصدري الذين سيستمرون في حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مبديا إصرارا شديدا على تحقيق مطالب الإصلاح، ومكافحة الفساد عبر الضغط الجماهيري على الحكومة العراقية. ودعا رئيس ائتلاف الوطنية الدكتور إياد علاوي إلى تشكيل مجلس إنقاذ يشرف على العملية السياسية في العراق، مؤكدا على ضرورة الإبقاء على سلمية التظاهرات وحماية المتظاهرين. وقال علاوي، خلال مؤتمر صحفي عقده، أمس، في مقره ببغداد، وحضرته قيادات ائتلاف الوطنية وحركة الوفاق الوطني العراقي، على خلفية الاعتصامات والمطالب الشعبية ووعود رئيس الحكومة بتحقيق الإصلاحات. ووصف النظام الانتخابي بأنه "فاشل ويجب أن يغير"، مشددا على أن الإشراف على الانتخابات يجب أن يكون قويا، وبما يضمن إجراءها بصورة نزيهة، وأشار إلى أنه "لايمكن الوصول إلى الاستقرار ما لم تتحقق المصالحة الوطنية التي وصفها بأنها "إجراءات وقرارات وليست مؤتمرات". وطالب علاوي بالخروج عن المحاصصة الطائفية، داعيا أن تقوم المصالحة الوطنية على ذلك، بقوله: "تسير على خطين متلازمين، الأول هو الخروج من المحاصصة والطائفية، والثاني هو المصالحة السياسية"، لافتا إلى أن "المصالحة الوطنية هي اللبنة الأساسية لتشكيل دولة المواطنة". وفي إشارته إلى التظاهرات والاعتصامات الأخيرة ببغداد، قال علاوي: إنه يشد "على أيدي المتظاهرين وقوى الأمن في الحفاظ على سلمية المظاهرات وعدم حدوث أي فوضى وحفظ الأمن والاستقرار"، وأكد أنه مع المظاهرات السلمية ومع مطالب المتظاهرين". ووجهت مطالب مقتدى الصدر بقبول جماهيري كبير، بعدما جاهر بإعلان قيادته لمظاهرات تطالب بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد، وتجمع مئات الآلاف من أنصاره منذ، مساء الخميس الماضي، في ساحة التحرير المجاورة للمنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، وهي المنطقة التي تضم مقار رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية والبرلمان، وسط إجراءات أمنية مشددة، وكان لافتا حمل المتظاهرين لأعلام العراق، عوضا عن لافتات أو شعارات أو صور لشخصيات سياسية أو دينية، ورددوا هتافات "بالروح بالدم نفديك يا عراق" و"الشعب يريد إصلاح الحكومة". وخرج المتظاهرون منذ، صباح الجمعة، رغم رفض الحكومة، بينما قامت أجهزة الأمن العراقية بإغلاق شوارع في بغداد بشكل تام، وخاصة في محيط المنطقة الخضراء، ومنعت المواطنين من السير على الأقدام، وجاءت هذه الإجراءات الأمنية المكثفة، بعدما رفضت وزارة الداخلية العراقية منح الترخيص لإقامة تظاهرات التيار الصدري في بغداد، "حرصا على أمن المواطنين وضماناً لسير القانون والنظام"، بحسب بيان صادر عن الوزارة التي دعت إلى "الالتزام بتعليماتها والانصياع إلى روح القانون والنظام تجنباً لكل ما يؤدي إلى خلاف ذلك." وهدد مقتدى الصدر الحكومة العراقية التي يشارك فيها وزراء ينتمون لتياره السياسي، بانتفاضة شعبية ضدها إذا لم تجر إصلاحات جذرية، وطالب خلال تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف من التيار الصدري، الجمعة في وسط بغداد، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمحاربة الفساد وإجراء إصلاحات جذرية. وقال الصدر في كلمة أمام المتظاهرين الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر في ساحة التحرير وسط بغداد: إن "الحكومة تركت شعبها يصارع الموت والخوف والجوع والبطالة والاحتلال"، وأكد أن "رئيس الحكومة على المحك بعد أن انتفض الشعب"، وأضاف: "اليوم هو ملزم بالإصلاح الجذري لا الترقيعي... كفاهم سرقات كفاهم فسادا"، وهدد الحكومة بقوله: "اليوم نحن على أسوار المنطقة الخضراء، وغداً فيها" وأشار إلى أنه "لا أحد من أفراد الحكومة يمثلني على الإطلاق وإن تعاطف معنا أو انتمى إلينا"، في إشارة الى وزراء التيار الصدري في الحكومة. ويشغل التيار الصدري ثلاث وزارات في الحكومة إضافة إلى 32 مقعدا في البرلمان العراقي المؤلف من 328 مقعدا، وقد واجه بعض هؤلاء الوزراء اتهامات بالفساد. وتتمثل مطالب مقتدى الصدر في الإصلاح الشامل للمؤسسة القضائية، وعزل الفاسدين ومحاكمتهم ، ونبذ الطائفية والتأكيد على ضرورة تنفيذ حزمة الإصلاحات الشاملة ضمن سقف زمني محدد، بالإضافة إلى محاسبة القادة الأمنيين، والمطالبة بتوفير الخدمات العامة.