أشارت صحف أميركية إلى أن تزايد التصريحات العنصرية التي يطلقها المرشحان الجمهوريان المحتملان لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب وتيد كروز، ضد الأقليات، وضد المسلمين بشكل خاص سوف تكون لها آثار مستقبلية سالبة على مستقبل الحزب، وستقلل من شعبيته، ليس على مستوى المسلمين والمهاجرين فقط، بل إن كثيرا من النخب الأميركية جاهرت برفضها لمثل هذه التصريحات. وأضافت أن كروز ربما حاول تقليل شعبية خصمه، ترامب، عبر ركوب نفس الموجة التي يعتمد عليها، وهي إبداء قدر أكبر من التصريحات المعادية للآخر، لكسب تأييد الطبقات الوسطى في الحزب. لاسيما أن بعض التحليلات أشارت إلى أن هذا هو السبب في شعبية ترامب. وانتهز كروز فرصة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها العاصمة البلجيكية، بروكسل، مؤخرا، ليطالب بتشديد الرقابة على الأحياء التي تقطنها أغلبية مسلمة، ومنح رجال الشرطة صلاحيات أكبر لتفتيشها ومحاصرتها.
ركوب موجة العنصرية تطرقت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها، أمس، إلى الخطاب غير المسؤول لكروز إزاء المسلمين المقيمين في الولاياتالمتحدة، ودعوته إلى تسيير دوريات أمنية مستمرة في الأحياء التي يقيمون فيها. وقالت إن هذه الدعوة تبدو كأنها منافسة لدعوة ترامب إلى مراقبة أو إغلاق المساجد. وأضافت الصحيفة "كروز يريد من السلطات العمل مع الجاليات الإسلامية لتحديد واجتثاث التطرف، وهو ما يشبه إلى حد كبير استخدام تكتيكات الشرطة المجتمعية في مكافحة العصابات. وهذه السياسة أثبتت فشلها في مرات كثيرة، ولم تؤد إلا لزيادة التوتر وسط المجتمع". وحذرت الصحيفة من محاولات عزل المسلمين أو ترحيل المسالمين منهم، وأضافت أن جعل المسلمين يشعرون بالتهميش والارتياب من شأنه أن يشجع على التطرف الذي بات يشكل خطرا على الدول الأوروبية. وتابعت "كروز حذر من أحياء المسلمين المعزولة في أوروبا، التي أصبحت مرتعا لتجنيد الإرهابيين، وهذه مشكلة كبيرة لا يملك كروز أو ترامب خطة للاستجابة لها، بل إن كلا منهما يبدو عازما على جعل المشكلة تبدو أكثر سوءا".
أميركا الأقوى والأغبى لم تقتصر تصريحات ترامب العدائية على المهاجرين والإسلاميين فقط، بل تعدتها هذه المرة، وشملت "جميع الدول"، حيث قال في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، أمس، "أميركا تُعامل بلا احترام، وتُخدع، وتُستنزف ماليا من قبل كافة دول العالم، بطريقة أكثر ذكاءً ودهاء وصرامة، ولسنوات طويلة، ولو أن رؤساء أميركا ذهبوا إلى الشاطئ واستمتعوا بأشعة الشمس وهواء البحر يوم تدخلهم في الشرق الأوسط قبل 15 عاما لكان وضع أميركا هناك اليوم أفضل كثيرا. حتى في دول آسيا الأخرى، لا أرى مانعا أن تنتج اليابان وكوريا الجنوبية سلاحهما النووي الخاص، وأن تسحب أميركا قواتها من الدولتين بسبب التكلفة المالية الباهظة". وردا على سؤال حول معاييره لاستخدام القوات الأميركية في الخارج، قال "لدي معيار واحد، هو حماية الولاياتالمتحدة أولاً، وبعد ذلك حماية الأصدقاء، اعتمادا على المنطقة التي هم فيها، ومدى صداقتهم لأميركا، فهناك دولا ليست صديقة لنا ونقوم بحمايتها". واستطرد بالقول "أميركا هي الأقوى والأغبى التي يسرقها الجميع، من الصين إلى اليابان وكوريا الجنوبية ودول في الشرق الأوسط، دون أن يُدفع لها ما تستحق، وتحت قيادتي لن يستمر ذلك أبدا، وسنكون أصدقاء للجميع دون أن يستغلونا".