خلصت محاضرة نظمها نادي المدينةالمنورة الأدبي إلى أهمية إعادة دراسة نتاج الشاعر العباسي المثير للجدل "ديك الجن"، حيث اتفق المحاضر والمداخلون على أهمية تكثيف الدراسات والبحوث حول ما وصل إلينا عن شخصيته الجدلية المليئة بالتناقضات بوصفه (الشاعر، العاشق، القاتل). شخصية غامضة وكان المشرف على صالون "السقيفة" بأدبي المدينة محمد الشريف ألقى ورقة أمس تحت عنوان (ديك الجن الحمصي ..شاعر الهوى والحزن)، تساءل فيها عن سبب غموض شخصية ديك الجن وجمعه بين المتناقضات مثل جمعه بين الشعوبية والتشيع والمجون والزندقة وشهرته بمديح آل البيت واعتزازه بأهله بحمص. وقال المحاضر: ديك الجن لم يعط حقه في البحث والتأليف، وتدور حول شخصيته الشبهات والغموض دون إنصاف من المؤلفين لا سيما وهو يحتل مكانا هاما بين أقطاب حركة التجديد الشعرية في العصر العباسي، مرجعاً سبب تضارب الأخبار في سيرته إلى أن المؤلفين اعتمدوا في وصفه على المخيال (الخيال) الروائي، وأستغرب لماذا أغفلت أو تجاهلت بعض المراجع القديمة الكثير عن حياة هذا الشاعر إذ إن المطبوع من شعر ديك الجن قليل جداً والمطبوع من شعره لا يمثل سمعته الأدبية. تأثر غربي وأكد الشريف في ورقته أن قصائد "ديك الجن الحمصي" وأسطورة الحب التي اشتهر بها وما تحمله صبغة اجتماعية وفلسفية، وشعره الفياض بالعواطف، أخذت تكتسب قيمتها كلما طال بها الزمن، حتى لقيت اهتمام الغربيين. دفاع وفي مداخلات الحضور، رأى الأديب محمد علي كاتب أن "ديك الجن" يقف في طليعة الشعراء العباسيين في القرن الثالث الهجري، وأنه أبرز شعراء عصره في الرثاء، وهو صاحب شخصية جدلية، لكن ما وصل لنا من شعره لا يرقى أن نقارنه بشاعرية أبي تمام وأبي نواس. أما الباحث الدكتور سعيد طولة فقد دافع عن ديك الجن ضد من وصفوه بالمتطاول على كبار الشخصيات في عهده في العصر العباسي، مشيراً إلى أن هذه الشخصيات بشر غير معصومين يقع منهم ما يقع من العامة. من هو ديك الجن؟ عبدالسلام بن رغبان بن تميم الحمصي ولد عام 161 وتوفي 235 هجري لم يفارق بلاد الشام، ولم يتكسب بشعره كان يتعصب لأهل الشام على العرب ذاهباً مذهب الشعوبية دارت حوله الكثير من الشبهات في تاريخ الأدب العربي تذكر بعض المصادر أنه قتل زوجته بسبب غيرته عليها قصته مع زوجته من أشهر قصص الحب في الثراث العربي