رأى الدكتور حبيب بن معلا اللويحق أن كثرة الغموض «جناية في الشعر العربي»، مطالبا بدراسة غموض القصيدة في العصر العباسي، وقال: «قضية الغموض في القصيدة موضوع قديم في التراث العربي وظهوره في العصر العباسي أمر يحتاج لدراسة ونقاش طويل بين الباحثين»، وأضاف «الغموض بدأ فعليا في العصر العباسي نظرا لتغير الحياة وميلها للغموض عكس العصر الجاهلي الذي كانت القصيدة فيه واضحة»، مدللا على ذلك بعدة أقوال لعبدالقادر الجرجاني. وبين اللويحق في محاضرته في أدبي حائل البارحة قبل الأولى عن الغموض في القصيدة العربية «ظهرت دعوات لتبني الغموض والابتعاد عن الوضوح في النصوص من بعض المدارس لاتخاذها الغموض كفلسفة»، وأشار «النقد الحديث دعا إلى انفلات الدلالة والتي تعني إطلاق دعوات للغموض، بمعنى أن كل قارئ يقرأ النص بطريقة معينة فيها وضوح وغموض حسب القراءة وطبيعة القارئ، وفي النقد الحديث دعوة إلى قبول كل تفسير وهو مشروع حازم للقرطنجي في النقد الحديث»، وأضاف «في الحراك العربي دعوة للغموض ومعاداة للوضوح واستخدم الشعراء الرمز للدعوة إلى فكرة منحرفة». وفي ختام المحاضرة التي اتخذت الرتم السريع بسبب حرص اللويحق على رحلة الطيران المتجهة إلى الرياض فتح مجال المداخلات والأسئلة من الحضور، فيما كرم رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الدكتور نايف بن مهيلب المهيلب المحاضر.