العنوان أعلاه ليس للإثارة ولكنه صرخة حقيقية وانفعال كبير لما تراه في محطات الطرق السريعة عيانا بشكل مخجل، من انعدام كامل لأبجديات احترام الإنسان وكرامته، عجبا بحجم قرارات وزارة الشؤون البلدية والقروية التي لم تنفذ إلا على ورق البيروقراطية المتجاهلة لفداحة المشكلة، مداخل المحطات مرعبة والمطاعم مرتع للميكروبات ودورات المياه -أعزّكم الله- لا تصلح لاستخدام الكائنات الحية، محطات الطرق واجهة للبلد ومقياس نهضته. القرارات وجدت لتطبّق، وتحسين أحوال المحطات يكمن في فرض معايير الجودة والخدمات والمتابعة المتواصلة، لملاحظة مكامن القصور ومعالجتها لا بحصرها وإضافة واجهات الكلادينج والألوان الزاهية فقط، والتي تخبأ خلفها تصدعات مخيفة. إلى كل مسؤول لم تمنحه الرفاهية فرصة العبور بسيارته عبر طريق طويل، تتخلله وقفات في محطات التزود بالوقود، وأداء الصلاة أقول: نحن لا نطلب المستحيل، فعّلوا القرارات الصادرة بشأن تحسين أحوال المحطات، وسيتجاوب التجار خوفا من العقوبة، لا امتثالا لراحة المسافر، جربوا أن تسافروا برّاً يا مسؤولون، واتركوا صالات المطار والدرجة الأولى لرحلاتكم الداخلية، وتوقفوا أمام محطات الطرق السريعة وكلوا من مطاعمها المزرية، وتوضؤوا من دورات مياهها، لعلّكم تشعرون بحال المسافرين البائس، أملاً بأن تعودوا إلى مكاتبكم الوثيرة تدفعكم الحماسة لمعالجة المشكلة، وجعل محطات الطرق السريعة استراحة حقيقية شاملة للمسافرين.