تعودنا منذ زمن طويل على سماع هذه العبارة " دع القيادة لنا واستمتع بالرحلة " ولكن اكتشفنا بعد أن مارسنا القيادة على خطوطنا السريعة التي تربط بين مدننا الغالية أن الجزء الثاني من الجملة لايزال مفقودا في ظل الخدمات المقدمة على تللك الطرق التي من المفترض أن تكون محفزة للسفر البري لتقديم خدمة شاملة وعلى مستوى رفيع على شبكة الطرق السريعة. الطرق البرية لاتزال فقيرة بخدماتها غير المشرّفة لدولة بحجم وقدرات المملكة حيث لاتوجد استراحات أو مرافق أو منافع يجد فيها المسافر وسائل الراحة الحديثة مقارنة بمثيلاتها في الدول المتقدمة أو الدول المجاورة. في أمريكا مثلاً يوجد مايسمى ب "Rest Area" وهي أماكن مخصصة لخدمة المسافر من عناء الطريق وموزعة حسب معايير ومسافات معينة على الطرق السريعة بحيث يجد فيها عابر الطريق كافة الخدمات اللازمة لراحته من خرائط كبيرة تبين رسم الطريق وتساعد السياح في التعرف على المناطق والمعالم الجذابة التي يمرون بها وأكواخ يستريح فيها المسافر لشرب الشاي أوالقهوة وأماكن مخصصة للشواء وألعاب للأطفال ودورات مياة نظيفة. الوضع للأسف مختلف تماماً على طرقنا السريعة، فاستراحات الطرق وضعها مزرٍ وغير لائق وتفتقد النظافة والعمالة المتخصصة ولايمكن بأي حال أن يطلق عليها استراحات هي مجرد محطات وقود اقيمت دون دراسة تسويقية أو مخططات نموذجية أو مواصفات تنظيمية وموزعة بطريقة عشوائية على الطرق الرئيسية، تشعر فيها أحياناً بالقلق من نظرات المتسولين والعمالة البنقالية وسائقي الشاحنات. المطاعم الملحقة بتلك المحطات في ظل غياب الإشراف والرقابة تفتقد الاشتراطات الصحية فبعض المأكولات بائتة أو معدة بطريقة تفتقد النظافة والزيوت ربما مكررة حتى أشكال العمالة التي تدير تلك المطاعم لاتوحي بالكفاءة والمهنية. المساجد المرفقة بتلك الاستراحات لم تجد الاهتمام والاحترام والعناية الكافية. دورات المياه التابعة لهذه الاستراحات ايضاً سيئة وغير صالحة للاستعمال خصوصاً للنساء والأطفال، لهذا يضطر البعض أثناء السفر الى التقليل من السوائل حتى لا يضطر الى دخول مثل تلك الأماكن المقززة غير القابلة للاستخدام الإنساني. ختاماً نقول ان ثقتنا عالية بالجهات المسئولة بصدور قرار أو وضع آلية تساهم في تحسين تلك الاستراحات بما يتناسب مع حجم الطرق وحجم الاعداد الهائلة من المسافرين براً والتعرف على مايلمسه السائح من احتياجات ومعالجة أوجه القصور لتقديم أفضل الخدمات، وتطوير رؤية جديدة لزيادة الجذب السياحي وفي أسلوب تنشيطه وترويجه وتحديث مستلزماته حتى يواكب النمو الاقتصادي والعمراني ويعكس المنظر الحضاري لهذا الوطن الغالي.