أكد المشاركون في الجلسة الأولى لندوة "الملك عبدالله في ذاكرتهم .. شهادات" التي نظمها المهرجان الوطني للتراث والثقافة "جنادرية 30"، على السياسة الحكيمة التي نهجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في تشجيع الحوار والحرص عليه بين كافة الأطياف في المجتمع، ليسود التفاهم وقبول الآخر بدلا من التناحر والخلاف. ولفت المشاركون في الجلسة التي أقيمت أمس بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات، ضمن النشاط الثقافي للمهرجان إلى أن مهرجان الجنادرية الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني في كل عام من أبرز الساحات الحوارية التي ركز عليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ليلتقي المثقف بنظيره ويتم الحوار بكل حرية وبعيدا عن التعصب الفكري أو الطائفي.
نموذج للحاكم المسلم قال مروان حمادة من لبنان في الندوة التي أدارها الدكتور يوسف السعدون "إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز استطاع خلال فترة حكمه أن يقدم نموذجا للحاكم المسلم الذي يهتم بأمر إخوانه من المسلمين والمساندة لهم والحرص على مصالحهم. وأضاف حمادة "أن المملكة تحتل المرتبة الأولى في تقديم المساعدات والهبات، حيث إن لبنان من الدول التي لا تنسى مواقف الملك عبدالله في كل أزماتها وما قدمه لها الملك عبدالله رحمه الله، وظل العطاء متواصلا حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله". وتحدث حمادة عن محطتين مهمتين وهما الدهاء والمبادئ في شخصية الملك الراحل، ومواقفه التي برزت في مبادرة بيروت العربية ووقت الحصار الذي تعرضت له الحكومة اللبنانية في ذلك الوقت، مؤكدا في ذات الصدد أن الملك عبدالله رحمه الله أدرك بنظرته الثاقبة أن الأمن العربي وامن الخليج لا ينفصلان. الملك عبدالله في ذاكرة التعليم العالي أشار الدكتور أحمد السيف إلى ما حظي به التعليم بكل جوانبه من اهتمام وعناية في عهد الملك عبدالله رحمه الله، مبينا أن برنامج الابتعاث الذي دعمه الملك الراحل أتاح الفرصة أمام أكثر من 150 ألف طالب وطالبة أن يتلقوا تعليمهم في أكثر من 26 دولة، مما اكسبهم اللغات والمهارات التي عادوا بها إلى المملكة للمشاركة في تنمية بلادهم. وسرد الدكتور السيف كثيرا من المواقف التي وقفها الملك عبدالله رحمه الله لخدمة العلم، مما مكن الجامعات من القيام بدورها على أكمل وجه، مؤكدا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتم بالتعليم كأحد أولويات التنمية إلى جانب تشجيعه للبحث العلمي وللباحثين في كافة الميادين.
مواقف لا تنسى تحدث رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك عن المواقف الإنسانية للملك عبدالله بن عبدالعزيز ، لافتا إلى أن زيارته للأحياء الشعبية في مدينة الرياض دليل على اهتمامه ورعايته لكل فئات المجتمع . وتحدث المالك عن ذكرياته مع الملك عبدالله خلال زياراته لعدد من الدول الصديقة والشقيقة وتواضعه الذي شمل به كل من معه، وكلماته التي كانت تخرج من القلب وصار الجميع يرددها حتى بعد وفاته. من جهته قال الدكتور خالد أبو بكر من جمهورية مصر العربية: إن مواقف الملك عبدالله لا تنسى وشهامته التي شمل بها الجميع تظل في ذاكرة المنصفين من أبناء الأمة. وقال الدكتور أبو بكر "إن مصر لا تنسى مواقف الملك عبدالله حين وقف معها في كل الأوقات، وأكد لكل الأمم أن "أمن مصر خط أحمر"، مؤكدا أن الملك الراحل علم جميع من تعاملوا معه معنى العروبة ومواقف الرجولة. عقب ذلك تحدث الدكتور يوسف مكي عن خلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحرصه على، مؤكدا أن الحوار الوطني الذي جمع أطياف المجتمع ومهرجان الجنادرية تسجل له بأحرف من نور، حيث أزال الخلافات وجمع الجميع على طاولة الحوار والتقارب والتفاهم، والبحث الجدي في المصالح المشتركة.