أجمع أمراء ووزراء ومفكرون وكتاب على أن شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز عالمية بإنسانيتها وعفويتها وصدق انتمائها لعروبتها وأمتها الإسلامية. وشهدت الندوة الأولى من البرنامج الثقافي لمهرجان الجنادرية 30 مداخلة من سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز التي وصفت سيرة أبيها الملك الراحل بالعطرة والمتعددة الجوانب والجديرة بكل ما سمعته من شهادات، جاء فيها ما ذكره الوزير اللبناني مروان حمادة الذي تناول إسهام الملك عبدالله في المحافظة على بيروت العربي ووقف بحزم أمام كل محاولات اختطافه إلى فضاء أعجمي أو ميليشاوي. وأكد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز انطلق في سياسته مع لبنان بكل طوائفه ومكوناته من ثبات النهج السعودي تجاه قضايا الأمة العربية، لافتا إلى أنه في ظل تطاول فريق فاشل على المملكة كانت المملكة تبني وتعمر وتدعم لبنان لكي لا يسقط، واصفا الملك عبدالله بالرجل المحنك وأنه عزز العلاقات العربية من خلال اتصاله بالنخب المثقفة ووسع شبكة العلاقات مع كل الأطياف اللبنانية التي تتصادم مع المملكة، مستعيدا حرصه على اصطحاب الرئيس بشار الأسد في طائرته إلى بيروت ليعزز مفهوم التسامي والنأي بلبنان عن أي صراع يهدد مستقبل شعبه أو يخل بمنظومة تنوعه. داعيا المتطاولين إلى التعلم من نبل وأصالة وكرم أخلاق الزعيم الراحل الذي جعل من قضية فلسطين محورا رئيسا في كل لقاءاته وحواراته خصوصا مع الغرب. وأضاف إن أبا متعب أول من شخص الإرهاب وأعلن التصدي له بحزم وقطع كف الإرهاب التي تتطاول على الوطن. فيما استعاد عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد السيف شواهد تنموية في التعليم من خلال استحضاره نموذج جامعة كاوست والتوسع في التعليم الجامعي ليصل عدد الجامعات في عهده إلى 28 جامعة حكومية وتسع جامعات أهلية و39 كلية في جميع المناطق والمحافظات. وتحدث رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك عن إنسانية الملك عبدالله مع رؤساء التحرير مستعيدا مواقف عدة في تعامله معهم وشفافيته. وتناول الباحث المصري الدكتور خالد أبوبكر الجانب القومي في شخصية الملك عبدالله عبر مواقفه المشرفة مع مصر قبل وأثناء وبعد الثورة. واستعرض المحلل السياسي الدكتور يوسف مكي جانبا من سيرة ومسيرة الحوار الوطني وحوار الثقافات وحضور المرأة شريكا فاعلا في القطاعين الحكومي والخاص. وتداخل كل من الدكتور محمد آل زلفة، الذي قال إن تاريخ الملك عبدالله ناصع الصفحات مع شعبه وأمته. واستعاد الوزير اليمني رشاد العليمي جوانب من المواقف الإيجابية للملك الراحل مع اليمن ودعمه بأكثر من بليوني دولار في عامي 2012-2013 تفاديا لأزمة محدقة، إلا أن الحمقى -كما وصفهم- دفعوا باليمن إلى الهاوية، ما أوجب طلب تدخل المملكة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ووصف الكاتب الدكتور جاسر الحربش الملك عبدالله بالحاكم الذي ترك بصمته الإيجابية محليا وعربيا وعالميا، كونه يتمتع بصفات منها الصبر الجميل والفكر التصالحي واستشراف المستقبل. واستعاد محمد المحيسني قرار الملك عبدالله بمنع مصادرة أي كتاب يأتي به السعودي من خارج المملكة. قدم الندوة الدكتور يوسف السعدون.