اتفق الوطن بكل شرائحه على حقيقة أن إيران دولة مصدّرة للموت وبواعث للشيطان في العالم العربي، وباتت البوق النشاز للطائفية والكراهية وسفك الدماء والشيطان والأفعى المتربّصة لخطف الحياة، مرحلتنا الآن هي ما بعد معرفتنا وتيقننا التام بتلك الحقيقة، استنكارنا بملايين التغريدات عن جرائم نظام الملالي وعبثيته تطرح تساؤلا ملحا، ماذا نريد أن نثبت ولمن نهدي له كلماتنا المتضامنة بحب وبراءة مع الوطن، هل نحن نطمئن ذواتنا؟ أم أنها رسائل لمن لا يجيدون قراءة لغتنا أم ماذا؟ الكل يحاول أن يسهم في تعرية نظام جرائمه جعلت منه عاريا، ولا ضرورة ملحة -من وجهة نظري- في إسهابنا في التأكيد على تلك الحقيقة المتجلية كشمس الصباح، لكي لا ينشأ لدينا جيل سيكبر على فكرة المؤامرة ويتقوقع على نفسه متشائما مذعورا، لا أجده أمرا صحيا أن يتحول الرأي العام بكل أطيافه إلى البحث عن مثالب هامشية للقدح في دولة إيران، انطلاقا مما يرونه واجبا تحتّمه الوقفة السامية مع الوطن في حربها. المملكة العربية السعودية بقيادة فارسها الملك المحنّك سلمان بن عبدالعزيز، أخذت على عاتقها إعادة القطار العربي إلى مساره الآمن، بإنشاء التحالفات الدولية والإقليمية وتحت منصة الأممالمتحدة، وذلك العمل السياسي الجبّار يحتاج إلى إعلام مواكب له في المتابعة والتحليل وتقديم الحقائق للعالم بكل اللغات، ليتسنى لذلك القارئ لصحيفة دولته في مقهى بأقاصي الأرض أن يعرف حقيقة ما يجري في مضامير السياسة، كما هو الحال في الصحف العالمية المتحدثة باللغة العربية، مقال وزير خارجية إيران ظريف في صحيفة نيويورك تايمز أصبح المجهر الذي سلط الضوء على الخلل في خطابنا الموجه إلى العالم الذي لا يعرف لغتنا، لذلك جاء رد وزير الخارجية الإماراتي على ذلك المقال عبر تويتر موجها إلى العرب ولم تقارع الحجة بالحجة في الصحيفة نفسها، وتلك هي معضلة إعلامنا الراكد الراكن لردود الأفعال فقط، بقي أن أقول هل نحن نوجّه أحرفنا إلى أنفسنا أم للعالم حين يتعلق الأمر بكتلة غبار تحول دون الرؤية الكاملة لجهود وطن شجاع. أخيرا أعطني إعلاما وسأجعل من الشمس المسؤولة الأولى عن أحزان المغيب.