تعرضت المواقع الأثرية في اليمن إلى تخريب كبير، نتيجة للأحداث التي تشهدها البلاد منذ استيلاء الحوثيين على مقاليد السلطة في اليمن، عقب اجتياح العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014. وأشارت شخصيات ثقافية إلى أن معالم اليمن الأثرية وإرثه التاريخي الذي يعود إلى ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد، تعرضت للحرق والتدمير والنهب على أيدي الميليشيات المتمردة التي أحالت بعضا من تلك المواقع إلى ثكنات عسكرية، على غرار قلعة القاهرة التاريخية في محافظة تعز التي استغلتها لقصف المدنيين، قبل أن تستعيدها القوات الموالية للشرعية. وكان مدير مؤسسة السعيد الثقافية فيصل فارع قد أعلن في تصريحات صحفية أن استهداف المراكز الثقافية والمعالم الأثرية والمواقع التاريخية وقصفها من قبل الانقلابيين بالقذائف، يعد كارثة بكل المقاييس، ومن المؤسف أن تتعرض للتدمير، فهي معالم ذات دلالة رمزية لليمن وبما تشكله من تراكم لقيم وثروة معرفية لا تقدر بثمن. بدوره، أكد المركز الإعلامي للمقاومة أن إقدام المتمردين الحوثيين على قصف وتدمير مكتبة ومنتدى السعيد الثقافي في تعز، أواسط الشهر الجاري، كان عملا متعمدا، وأن الانقلابيين أرادوا إلصاق التهمة بقوات التحالف العربي، إلا أن الحيلة لم تنطل على السكان الذين أكدوا أن طائرات التحالف لم تقم بأي عمليات في ذلك الوقت، وأن المبنى تم قصفه بصواريخ كاتيوشا. وأضاف المركز أن ميليشيات الحوثيين اعتادت اتخاذ المؤسسات الثقافية والتعليمية والمواقع الأثرية والتاريخية كالقلاع والحصون والمواقع المرتفعة، ثكنات عسكرية وسجونا لمعارضيها وخصومها السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحفيين، كما أقدموا في وقت سابق على تدمير عدد من مباني صنعاء التاريخية، وادعاء تعرضها لغارة جوية، إلا أن التحقيقات أكدت أن المباني التي دمرت توجد في منطقة تضم تحتها العديد من الآثار التاريخية، وأن الحوثيين أحاطوا بتلك المباني، بعد تدميرها ومنعوا الاقتراب منها، وأشار شهود عيان إلى أن أعمال حفر واسعة تجري أسفلها.