كشف مصدر في جمعية حقوقية يمنية أن منظمة هيومن رايتس ووتش أكملت توثيق العديد من عمليات التعذيب التي قامت بها جماعة الحوثيين المتمردة بحق كثير من المعتقلين السياسيين الذين تحتفظ بهم في معتقلاتها. مؤكدا في تصريحات إلى "الوطن" أن المنظمة تمتلك كمية كبيرة من الأدلة والمستندات، التي يمكن أن تشكل أساسا متينا لأي دعوى قضائية ترفع مستقبلا ضد الانقلابيين في المحاكم الدولية. وأضاف المصدر - الذي رفض الكشف عن هويته – أن المنظمة استمعت إلى شهادات العديد من الذين أفرج عنهم من معتقلات الحوثيين وسجونهم، حيث روى هؤلاء بالتفصيل ما تعرضوا له من قمع وتعذيب، وزودوا المنظمة بتفاصيل كثيرة، وأمدوها بأدلة ومستندات مادية. كما قامت المنظمة بتصوير آثار التعذيب على أجسادهم. ودعا المصدر الحكومة اليمنية، ووزير حقوق الإنسان، عزالدين الأصبحي للتنسيق مع المنظمة بهدف رفع دعوى أمام محكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى أن هناك العديد من رجال الأعمال اليمنيين الموالين للشرعية أعلنوا استعدادهم لتحمل كل النفقات لرفع مثل تلك الدعاوى. كشف مصير المختطفين قالت المنظمة في بيان رسمي إن على جماعة الحوثيين تقديم معلومات فورا عن متظاهرين اثنين اختفيا قسرا منذ الاعتقالات الجماعية في مدينة إب وسط البلاد في 12 أكتوبر الماضي. وطالبت بالإفراج دون شروط عن أمين الشفق، وعنتر المبارزي، ما لم توفر سندا قانونيا لاحتجازهما، وتعويض المتظاهرين الذين تعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة أثناء الاحتجاز، وإنزال العقاب المناسب على المسؤولين عنه. وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة الدولية، جو ستورك، إن على الحوثيين إدراك أن ممارسة السلطة تعني احترام الحقوق الإنسانية للخاضعين لسيطرتهم. تعذيب وحشي شرح بعض المعتقلين الذين قضوا أشهرا في معتقلات الحوثيين أنهم تعرضوا لتعذيب وحشي على أيدي عناصر الجماعة، حيث يستقبلهم المتمردون منذ بداية دخولهم بالضرب والشتائم والإهانات. وقال أحد السجناء "قضيت أكثر من أربعة أشهر في المعتقل، تعرضت فيها للضرب العنيف والتجويع والحرمان من النوم، وخلال فترة اعتقالي توفي بعض المعتقلين، تحت تأثير التعذيب والضرب، ولم يترك موتهم أي أثر في نفوس الإرهابيين الحوثيين، واكتفوا بدفن جثثهم سرا، ولم يقوموا بإخبار عائلاتهم". وأضاف "لا يمكن تصور العذاب الذي يعيشه المعتقلون في معتقلات الحوثي، كانوا يمارسون علينا ضغوطا نفسية رهيبة، لا يمكن وصفها، بدءا من الحرمان من النوم لأيام عدة، وفي حال غلب النوم أحدنا يصبون على رأسه مياها قذرة.