يعيد كثير من متابعي منافسات كرة القدم السعودية غياب متعة وإثارة مبارياتها، والتي كثيرا ما ميزت هذه اللعبة عن غيرها من الرياضات، إلى اختفاء صناع اللعب ممن يجيدون أداء أدوار خاصة في مواقعهم خلف المهاجمين، سواء بتمريراتهم الحاسمة أو بلمساتهم الفردية التي تنتزع آهات الإعجاب من حناجر المتفرجين، وندرة الأسماء التي تجيد في هذا المركز الحساس باتت أمرا لافتا للنظر في الملاعب السعودية خلال السنوات الأخيرة ، سواء على صعيد اللاعبين السعوديين أو المحترفين الأجانب الذين تستقطبهم الأندية سنويا. وكرة القدم السعودية التي كانت في فترة الثمانينات والتسعينات الميلادية تزخر بصناع لعب من طراز رفيع، أمثال أحمد الصغير يرحمه الله ويوسف خميس وصالح خليفة وفهد المصيبيح وفهد الهريفي وخالد مسعد، بجانب محترفين أجانب كانوا مصدرا لمتعة الجماهير بمختلف ميولها، مثل ريفيلينيو وبوكير وطارق ذياب وطارق التايب وكماتشو، لم تعد اليوم تمتلك سوى أسماء قليلة تلعب هذا الدور، كان آخرها ظهورا حسين المقهوي، في حين يبرز حاليا قلة من النجوم أصحاب الخبرة، كالغائب محمد نور ومحمد الشلهوب وتيسير الجاسم، وعلى صعيد المحترفين الأجانب يظل السوري جهاد الحسين والبرازيلي إلتون خوزيه هما الثنائي الأمتع. تأثير المال يجب الاهتمام باللاعب منذ سن الثامنة، وقلة المواهب في الأندية تركت أثرها في غياب صناع اللعب، أولئك الذين كانوا وراء بروز كثير من المهاجمين السعوديين. قبل سنوات كنا نجد عددا كبيرا من صناع اللعب في الأندية إلا أنهم الآن قلة، مثل الجاسم والمقهوي في الأهلي ويحيى الشهري في النصر والشلهوب وسلمان الفرج في الهلال. بعد أن بدأ نظام الاحتراف تغيرت مفاهيم الناس نحو كرة القدم، وبات الكل يهتم بالمال أكثر من المتعة، باستثناء بعض المباريات الكبيرة (الديربي والكلاسيكو). قلة وجود صناع لعب لها تأثيرها على المهاجمين فقد أدى إلى غيابهم عن الواجهة أيضا. صالح خليفة لاعب دولي سابق
الاهتمام منذ الصغر غياب الإعداد الجيد منذ الصغر وراء تلاشي صناع اللعب المميزين، يجب على الأندية أن تحدد مواصفات اللاعبين في كل مركز، وتعمل على صقل المواهب في مختلف الخانات. لدينا لاعبون سعوديون وأجانب جيدون، لكن تنقصهم بعض الأمور، فالشلهوب مثلا جيد إنما لا يتمتع بإمكانيات كبيرة، وأيضا محترف الاتحاد سان مارتن لكن عمره كبير. قلة المواهب ظاهرة عالمية، وبرشلونه الإسباني لا يملك موهبة عظيمة سوى الأرجنتيني ميسي. المال أفقد الأندية شخصيتها، ونتيجة لذلك باتت عطاءات فرقها متذبذبة ، خصوصا في ظل غياب التأسيس الصحيح، ويجب توظيف المال في إبراز لاعبي المدارس الكروية. الاتحاد مثلا، عندما غاب دعم كبار شرفييه، لم يعد قادرا على استقطاب محترفين على مستوى عال حتى لاعبوه السعوديون عاديون. يجب منح الفرصة للاعب في النادي وعدم التفريط فيه إلى أندية أخرى. دكتور مدني رحيمي ناقد رياضي
غياب الفكر المواهب السعودية نادرة، بل حتى المحترفون الأجانب في مركز صناعة اللعب لم يقدموا الكثير، عدا السوري جهاد الحسين الذي يقدم أفضل العطاءات. الفرق تحتاج أثناء مبارياتها إلى صانع لعب وقائد داخل الملعب يستطيع أن يتحكم في إيقاع المواجهة ويصنع الفارق. غياب صناع اللعب يدل على سوء اختيارات الأندية للاعبين، وضعف قدرتها على اكتشاف المواهب، وإخفاقها في استقطاب المحترفين الأجانب. هناك هدر مالي على لاعبين لا يقدمون العطاء المطلوب، سواء كصناع لعب أو غيرهم، رغم ذلك قيمتهم المالية ترتفع في ظل غياب الفكر الكروي لرؤساء الأندية. فهد الهريفي لاعب دولي سابق
صانعو اللعب الأفضل في المواسم الماضية 2009 محمد نور 11 تمريرة 2010 ويلهامسون 10 تمريرات 2011 ويلهامسون 9 تمريرات 2012 كماتشو 12 تمريرة 2013 كماتشو 15 تمريرة 2014 حسن الطير ويحيى الشهري 10 تمريرات 2015 جهاد الحسين 9 تمريرات