استمرارا لاعتداءات جماعة الحوثيين المتكررة ضد الصحفيين، ومساعيها لتكميم الأفواه ومصادرة الرأي الآخر، أصدر زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، قرارا بتصفية كافة الصحفيين والإعلاميين المناوئين للانقلاب، وعدم الاكتفاء بحبسهم. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن زعيم الانقلابيين أصدر ذلك القرار قبل أسبوعين، وشدد على عدم التهاون مع الصحفيين الذين لا يلتزمون بتوجيهاتهم، واعتبارهم أشد خطرا من المقاتلين في الجبهات. مؤكدا أن اعتقال مجموعة من الصحفيين والتنكيل بهم منذ اجتياح صنعاء، في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 لم يؤد لإسكات أصواتهم أو وقف محاولاتهم الرامية لفضح مساوئ الانقلابيين. وأشارت مصادر صحفية إلى أن التوجيه الجديد للحوثيين يعني بدء مرحلة جديدة من المواجهة، تقضي بتصعيد النزاع، وعدم الإذعان لتهديدات الحوثي. مؤكدة أن إعلاميي اليمن عقدوا العزم على مواصلة مسيرتهم وأداء مهمتهم، مهما تحملوا في سبيل ذلك الهدف. وعرف عن جماعة الحوثيين استهانتها بحقوق الصحفيين، وتسببها في إغلاق مئات المواقع الإلكترونية، والقنوات الفضائية. كما أقدمت في مايو الماضي على وضع الصحفيين عبدالله قابل، ويوسف العيزري، في أحد المعتقلات واستخدامهما دروعا بشرية، مما أدى إلى مقتلهما. وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد شجبت في أكثر من مناسبة التضييق الذي يمارسه أطراف التمرد بحق عناصر الصحافة والإعلام، ودعوا إلى إطلاق سراح الصحفيين الذين ما زالت الجماعة تحتفظ بهم في معتقلاتها، وتمارس بحقهم أشد الاعتداءات، وطالبت المجتمع الدولي بممارسة ضغوط مشددة على الميليشيات المتمردة. كما دانت منظمة مراسلون بلا حدود الاعتداءات التي قامت بها جماعة الحوثي بحق الصحفيين، ولوحت بإمكان رفع دعاوى قانونية أمام مؤسسات دولية، بسبب الاعتداء على الصحفيين ورجال الإعلام.