تسارعت تطورات الأحداث في مدينة تعز التي تشهد معارك دامية بين مقاتلي المقاومة الشعبية، وميليشيات التمرد الحوثي المدعومة بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، حيث واصل الثوار تقدمهم على حساب المتمردين، وأرغموهم على التراجع من كثير من مواقعهم، مستفيدين من الأسلحة النوعية التي أمدتهم بها قوات التحالف. وقالت مصادر مطلعة إن المقاومة اليمنية لم تعد تكتف بالوقوف في موقف الدفاع، بل انتقلت إلى مرحلة المبادرة. في غضون ذلك واصلت مقاتلات التحالف العربي غاراتها العنيفة على مواقع المتمردين في كثير من المدن والمحافظات اليمنية، وأشار شهود عيان إلى أن أعمدة الدخان ارتفعت عالية فوق المناطق التي استهدفها القصف، وأضافوا أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا نتيجة للغارات التي وصفتها مصادر مطلعة بأنها كانت الأعنف خلال الفترة الماضية. ففي تعز، أكدت مصادر مطلعة أن معارك عنيفة في المحافظة الواقعة وسط اليمن، أسفرت عن سقوط 22 قتيلا و34 جريحا بين ميليشيات التمرد، وذلك في كمين نصبته المقاومة الشعبية قرب مصنع أسمنت البرج غرب تعز فجر أمس. وأضافت المصادر أن الحوثيين ردوا بقصف عشوائي عنيف على مناطق جبل جرة وعدة أحياء سكنية، مؤكدة أن اشتباكات عنيفة أيضا تجري حاليا في منطقة شارع الأربعين. في المقابل، قتل ثلاثة من رجال المقاومة الشعبية وأُصيب 26 آخرون في معارك عنيفة دارت أمس مع الانقلابيين في مدينة تعز، وقال مصدر طبي - طلب عدم الكشف عن اسمه - إن من بين قتلى التمرد قيادي بارز، يدعى علي يحيى الحوثي، وإن ثلاثة من المدنيين أصيبوا في قصف مدفعي على الأحياء السكنية في الروضة ووادي القاضي. عملية نوعية كما حقق الجيش الموالي للشرعية، مدعوما بمقاتلي المقاومة الشعبية، تقدما مهما مساء أمس في الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة، باستيلائه على أهم نقطة أمنية في المدخل الجنوبي الغربي. وبحسب مصادر في المقاومة الشعبية فإن قوات يقودها العميد يوسف الشراجي سيطرت على نقطة الضباب في المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز، وتمكنت كذلك من السيطرة على مرتفعات مهمة تطل على حدائق الضباب. كما أشارت المصادر إلى تكبد مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح خسائر في الأرواح والمعدات العسكرية، فيما أصيب 7 من أفراد الجيش والمقاومة الشعبية بإصابات مختلفة. وأضافت المصادر أن المقاومة الشعبية في الضباب دمرت عند المدخل الغربي أيضا عربتين عسكريتين تابعتين لميليشيات الإرهابيين، عليهما رشاشان من عيار 23 المضادان للطيران. وأفادت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة لا تزال تدور بين الطرفين وأن انفجارات قوية تسمع في المنطقة، فيما ذكرت المصادر أن ميليشيات الحوثي وقوات صالح نصبت مدافع في أحد الجبال التابعة لمديرية مشرعة وحدنان، التي تطل على منطقة الضباب بالكامل وعلى مديرية جبل حبشي. وفي صنعاء، قالت مصادر قبلية إن مسلحين هاجموا نقطة تفتيش للمتمردين شمال العاصمة بالرشاشات والقذائف الصاروخية في وقت مبكر فجر أمس، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص. وعلى صعيد عدن، اندلعت مواجهات عنيفة أمس، بين المقاومة الشعبية والمتمردين، بالتزامن مع قصف لمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لدعم الشرعية في اليمن. متمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وردع المتمردين. وأوضح مصدر محلي أن المواجهات تركزت في محيط مطار عدن، وأسفرت عن احتراق طائرة رئاسية أثناء تبادل الاشتباكات. مشيراً إلى أن مقاتلات التحالف استهدفت مواقع الانقلابيين حول المطار، أثناء الاشتباكات بين الحوثيين والمقاومة، كما شنت غارات على مديرية خور مكسر ومبنى محكمة صيرة، في كريتر الواقعة تحت سيطرة مسلحي الحوثيين الذين يستخدمون المبنى مركزا لعملياتهم. اشتباكات عنيفة إلى ذلك قال وكيل محافظة عدن، نايف البكري، إن أعداد النازحين بلغ أكثر من 900 ألف، معظمهم من مديريات المعلا، والتواهي، وكريتر، وخور مكسر. وأشار إلى أن المساعدات الإغاثية، تأخرت في الوصول إلى المحافظة، رغم إعلان الجاهزية لاستقبال كل شحنات مواد الإغاثة والأدوية القادمة عبر ميناء الزيت بالبريقة غرب المحافظة. وذكرت تقارير صحفية أن مواجهات تعد الأعنف تدور في محيط منطقة جعولة شمال عدن، إذ يسعى الحوثيون والقوات الموالية لهم منذ أكثر من 50 يوماً، لاقتحامها والدخول إلى مدينة المنصورة، لكنها فشلت حتى اللحظة. من جهة أخرى، قال مصدر طبي في مستشفى النقيب إن قصفا بالهاون شنه الإرهابيون على المناطق السكنية الجمعة أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة. كما أكد مصدر حكومي أن قوة يمنية قوامها 400 مقاتل تلقوا تدريبا من قوات التحالف العربي، وصلت إلى مرفأ المدينة مساء أول من أمس. كما قال مصدر في المقاومة الشعبية إن الثوار تمكنوا من التقدم باتجاه أحياء البساتين. كما استعادوا مواقع سبق للحوثيين وقوات صالح السيطرة عليها في الأطراف الشمالية لمدينة عدن، بمساندة طيران التحالف العربي. وأدت مواجهات مشابهة أمس إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، غالبيتهم من الإرهابيين وتدمير مدرعة عسكرية تابعة للتمرد. كما دارت أمس معارك عنيفة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين الطرفين، حيث أجبر الثوار ميليشيات الانقلابيين على التراجع وإخلاء مبان سكنية ومدرسة البساتين والانسحاب إلى قرية الفلاحين. وخلفت المواجهات دمارا هائلا في المباني السكنية والمدرسة الواقعة في المنطقة. وفي إقليم آزال، شمال اليمن، ارتفعت وتيرة هجمات المقاومة الشعبية ضد الانقلابيين في محافظتي صنعاء وذمار، حيث شنت عناصر المقاومة خمس هجمات ضد دوريات ونقاط تفتيش ومراكز تابعة لميليشيات الحوثي وصالح في أنحاء مختلفة من محافظة ذمار وأرحب شمال شرقي صنعاء وهمدان وصنعاء القديمة. إسناد جوي وفي محافظة حجة الحدودية مع السعودية والتابعة لإقليم تهامة، قتل ستة من ميليشيات التمرد وجرح عدد آخر في هجوم مباغت نفذه مسلحو المقاومة الشعبية على نقطة تجمع للحوثيين في منطقة شفر بواسطة قذائف آر. بي . جي. وعلى صعيد الغارات التي تشنها طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لدعم الشرعية الدستورية، شن طيران التحالف غارات عنيفة أمس على تجمعات الإرهابيين في محافظة تعز، حيث قصف معسكر اللواء 35 ومواقع عسكرية للإرهابيين في "جبل الحرّير". كما أشارت مصادر إعلامية إلى أن مقاتلات التحالف استهدفت، أمس منطقة "جرف سلمان" بمديرية مران محافظة صعدة المعقل الرئيس لزعيم الانقلابيين. مضيفة أن المكان يحمل رمزية كبيرة لدى جماعة التمرد، والذي قتل فيه مؤسسها حسين الحوثي عام 2004م على يد قوات الجيش. وكانت مقاتلات التحالف استهدفت ضريح مؤسس الجماعة في منطقة مران ما أدى إلى تدميره بالكامل. وفي محافظة مأرب، استهدف طيران التحالف، مواقع وآليات عسكرية لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبهة الجفينة والطلعة الحمراء والزور غرب المحافظة. أما في صعدة، شمال اليمن، فاستهدف طيران التحالف بغارات عدة مواقع وتجمعات الإرهابيين في مدينة ضحيان. كما أغارت المقاتلات في إقليم تهامة، شمال غربي اليمن، على تجمع للتمرد في مبنى المجمع الحكومي بمديرية المنيرة التابعة لمحافظة الحديدة. وفي محافظة البيضاء، شرقي البلاد، قال شهود عيان إن قوات التحالف أغارت على معسكر للجيش يسيطر عليه المتمردون ، وأشاروا إلى سماع دوي انفجارات ضخمة في محيط المكان، استمرت لنصف ساعة بعد انتهاء الغارات. كما تعرضت مواقع المتمردين في محافظة مأرب الغنية بالنفط لغارات أيضا. وفي محافظة شبوة، جنوب البلاد، قال شهود عيان إن ثماني غارات استهدفت مدينة عتق، عاصمة المحافظة، حيث دوت انفجارات عنيفة، وشوهدت سحب الدخان تتصاعد من مناطق متفرقة نتيجة القصف. وقالت مصادر إعلامية إن الطيران قصف مخازن الأسلحة بالمحافظة التي تشهد اشتباكات بين الانقلابيين والمقاومة الشعبية. وأضافوا أن طائرات التحالف نفذت أيضا غارات عدة على مواقع الحوثيين في سناح وقعطبة شمال محافظة الضالع جنوب، وهي مناطق ما زال الإرهابيون يسيطرون عليها، رغم استعادة المقاومة معظم المحافظة منذ شهر تقريبا. .. وحقوقي: معتقلات الحوثي بيوت أشباح وأوكار إرهاب كشفت منظمات حقوقية يمنية أن المعتقلين والمختطفين لدى ميليشيا الحوثي يخضعون للتعذيب والتنكيل بأيدي سجانيهم. وقال رئيس مركز الإعلام الحقوقي، صالح الصريمي إن الانقلابيين يمارسون أبشع أنواع الانتهاكات الجسدية والنفسية بحق المعتقلين، وأضاف "المختطفون لدى جماعة الحوثي يواجهون خطر الموت نتيجة التعذيب، وهذا ما حصل لعدد منهم، حيث وضع بعضهم في أماكن تخزين الأسلحة المستهدفة من قوات التحالف، ومن هؤلاء قيادات حزبية كأمين الرجوي، وهو شخصية اجتماعية وسياسية وقيادي في حزب الإصلاح المناوئ لجماعة الحوثي، وقد لقي حتفه نتيجة وضعه مع عدد من المختطفين دروعا بشرية في جبل هران في محافظة ذمار". وأضاف أن المعتقلات التي يحتفظ فيها الحوثيون بالمعتقلين عبارة عن بيوت أشباح وأوكار إرهاب تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب. وكانت تقارير إخبارية قد كشفت في الخامس والعشرين من مايو الماضي، نقلاً عن مصادر مطلعة قولها إن ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح تستخدم المدنيين الذين تعتقلهم دروعا بشرية أمام طيران التحالف، وكشفها تسليم ميليشيا التمرد ست جثث محروقة لمستشفى ذمار العام لم يتم التعرف عليها، ويعتقد أنها لمختطفين تم تعذيبهم حتى الموت. وكان أهالي المختطفين لدى ميليشيا الحوثي في ذمار طالبوا المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بالحضور وتشكيل فريق دولي للتحقيق في جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ميليشيات الإرهابيين بحق مئات المختطفين، الذين تم استخدامهم دروعا بشرية، وتبني قضيتهم كجريمة حرب ارتكبتها ميليشيا التمرد ضد مئات الأبرياء بينهم إعلاميون. وطالبت نقابة الصحافيين اليمنيين بفتح تحقيق في وقائع استخدام الحوثيين المواطنين دروعا بشرية، بوضعهم في مواقع عسكرية يستهدفها طيران التحالف، وما زال مصيرهم مجهولا. وفي 13 فبراير الماضي، توفي أحد المشاركين في مسيرة نظمت للتنديد بالميليشيات الحوثية، ورفضاً لإعلانها الانقلابي، وإحياء للذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير، بعد تعرضه للتعذيب على يد ميليشيات الحوثي المسلحة. وقالت مصادر إعلامية إن صالح البشري لقي حتفه بعد ساعات من إفراج الميليشيات الحوثية عنه وعن شخصين آخرين، كانت قد اختطفتهم خلال مسيرات خرجت إحياء للذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير.