لم تقتصر إخفاقات وفد الحوثيين على إفشال المفاوضات فقط، بل شهدت أروقة المؤتمر العديد من المهاترات والخلافات بين أعضاء الوفد الانقلابي، حيث وضحت الثقافة الضحلة لأعضاء الوفد، والتشنج الكبير الذي يتملكهم، وجهلهم بأبسط قواعد التعامل الدبلوماسي. وأشار أحد أعضاء الوفد الحكومي إلى أن الانقلابيين كانوا يتبادلون الشتائم المقذعة والألفاظ النابية فيما بينهم، وأن خلافات كبيرة نشبت بين ممثلي جماعة الحوثيين وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام. وتعرض المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى إساءات بالغة من بعض أعضاء الوفد، مما دعاه أكثر من مرة إلى إيقاف المباحثات. حيث كان بعض أعضاء الوفد يتعاملون معه كأنه ند لهم، وبرز في هذا الإطار مهدي المشاط، عضو الوفد ومدير مكتب زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، الذي وصل به الحال إلى درجة الإساءة الشخصية لولد الشيخ، واتهامه بالعمالة والتواطؤ، وتوجيه تهديدات للمنظمة الدولية، حيث قال في إحدى نوبات غضبه، "هناك مقرات للأمم المتحدة في اليمن، ونعرف كيف نتصرف معها". فقدان الإرادة وإزاء تلك التهديدات أوقف ولد الشيخ المباحثات، وغادر القاعة، فلحق به عضو الوفد ووزير الخارجية الأسبق، أبو بكر القربي، واعتذر له بأن وفد الحوثيين يعاني من الجهل بأمور السياسة والدبلوماسية. كذلك امتنع الحوثيون في كثير من الحالات عن الإدلاء برأيهم في بعض القضايا، طالبا الرجوع إلى قيادات الجماعة داخل اليمن، بينما كانوا في الواقع يستشيرون بعض عناصر المخابرات الإيرانية وشخصيات من حزب الله، كانت ترافقهم خلال جلسات المؤتمر. كما نقلت وسائل إعلام عن أحد الدبلوماسيين الغربيين قوله إن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، ياسر العواضي، كان يتلفظ بألفاظ بذيئة خلال جلسة أول من أمس. شتائم وإساءات كذلك اندلعت اشتباكات بين أعضاء الوفد فيما بينهم، حيث تبادل عارف الزوكا الشتائم واشتبك بالأيدي مع مهدي المشاط، الذي بدا كأنه يبحث عن مسدسه. وأشارت المصادر إلى أن فتيل الاشتباكات اندلع عندما وجه الزوكا اللوم للمشاط على خلفية الشتائم التي وجهها لولد الشيخ، واتهامه له بعدم الدبلوماسية والجهل بأمور السياسة. إلا أن المشاط لم يقبل تلك الملاحظات وتطور الأمر بينهما إلى اشتباك بالأيدي. في المقابل، كان الوفد الحكومي في أعلى درجات الانضباط والتنظيم، وبدا متماسكا وموحد الكلمة، ومتمسكا بقرارات مجلس الأمن الدولي الواضحة، وأبدى كل التقدير والاحترام لولد الشيخ وفريقه، الأمر الذي لاقى ارتياحا كبيرا من قبل المبعوث الأممي.