فيما كشف وفد الشرعية لمفاوضات سويسرا عدم وصول أي مساعدات أممية إلى مدينة تعز، لم يجد وفد الحوثيين بدا من مقاطعة أعمال المؤتمر، حيث تمسكوا برفضهم السماح بدخول المواد الغذائية، ما لم يتم وقف إطلاق النار، كما هددوا بالانسحاب من المفاوضات. وكان مسؤولون عن الإغاثة في تعز أجمعوا على أنه لم تدخل المدينة أي مساعدات من الأممالمتحدة أو أي من الهيئات والمنظمات التابعة لها، مشيرين إلى أن الحوثيين اعتادوا مصادرة كل الشحنات التي تحاول دخول المدينة. وقطعوا بأن المساعدات الوحيدة التي وصلت إلى مستحقيها خلال الفترة الماضية كانت من مركز الملك سلمان، إضافة إلى مساعدات من دول التحالف العربي: الإمارات وقطر والكويت، عبر جمعيات الهلال الأحمر. واصل وفد الانقلابيين الحوثيين وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، محاولاته إفشال مفاوضات الحل النهائي الجارية في مدينة بيال السويسرية، حيث امتنع أمس عن حضور الجلسة الصباحية، وأكدت مصادر من داخل الاجتماع في تصريحات إلى "الوطن" أن المتمردين قاطعوا الجلسة احتجاجا على ما وصفوه ب"مخالفة الاتفاق الذي تمّ أمس بشأن إدخال المساعدات إلى مدينة تعز، وأن بيان الأممالمتحدة بشأن التوافق على إدخال المساعدات إلى تعز قد خالف ما اتفق عليه خلال المحادثات". كما رفض الانقلابيون تضمين بند في البيان يشير إلى استمرار المشاورات المتعلقة ببحث قضية المعتقلين، وضرورة قيام الحوثيين بخطوات بناء الثقة، عبر الإفراج عن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وآخرين، لتهيئة الأجواء لمفاوضات جادة، واعتبر الوفد أن المشاورات قد تجاوزت هذه النقطة. وواصل المتمردون تعنتهم، رغم مساعي المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد المكثفة، ورفضوا التسوية التي تقدم بها المبعوث الدولي بإخلاء سبيل المعتقلين على دفعتين، الأولى تضم القادة السياسيين، وتكون قبل إعلان وقف إطلاق النار، والثانية بعده. وشدد ولد الشيخ على أن الاتفاق حول استئناف المساعدات الإنسانية لتعز يعتبر خطوة أساسية ستخفف من معاناة اليمنيين وتؤكد الطابع الحيادي للمساعدات الإنسانية. تهور وحماقات كشفت مصادر لصيقة بالمفاوضات أن اختلافا كبيرا في وجهات النظر نشأ بين ولد الشيخ ووفد الانقلابيين، الذين تطاولوا على المبعوث الدولي وعلى الأممالمتحدة نفسها، واتهموها بعدم الحياد، والانحياز للوفد الحكومي، فيما رد ولد الشيخ باتهام الوفد بأنه يحاول تضييع الوقت وتحويل المفاوضات إلى قضايا انصرافية. وتابعت المصادر قائلة إن مهدي المشاط، مدير مكتب عبدالملك الحوثي، تطاول على المبعوث الأممي، ووجه تهديدات إلى وفد الأممالمتحدة، إلا أن وزير الخارجية الأسبق حاول تهدئة الوضع، واعتذر للمسؤول الدولي بأن تهديدات الأعضاء غير مقصودة، مبرراً أن الحوثيين خبرتهم الدبلوماسية محدودة.
الخلافات تفتك بوفد الانقلابيين تفشت الخلافات بصورة واضحة بين وفد الانقلابيين المشارك في مفاوضات جنيف، فبينما يتم التعامل -حسب الاتفاق مع الأممالمتحدة- على أنهما يمثلان وفدا واحدا، تشير المعطيات على الأرض على أن كل جانب يتعامل على أنه وفد منفصل عن الآخر، كما ظهر كثير من التباين في مواقفهما حيال الأزمة. وأشارت مصادر من داخل جنيف إلى أن عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام، أبدوا أكثر من مرة استياءهم من تهور عناصر الوفد الحوثي. وتابعت المصادر بالقول إن المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أبدى هو الآخر تبرمه مما يحدث، وطالب وفد الانقلابيين بتوحيد مواقفه. ولم تتوقف الخلافات عند هذا الحد، بل إن عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام أعلنت أكثر من مرة أن بعض تصريحات الحوثيين لا تمثلهم، للدرجة التي دفعت ياسر العواضي إلى وصف بعض تلك التصريحات بأنها تمثل وجهة نظر "ميليشيات"، وليس وفدا سياسيا. كما غرد أول من أمس على حسابه بموقع تويتر قائلا: "إنهما وفدان لا وفدا واحدا، وفد للحوثي ووفد لصالح". كذلك تفشت الخلافات داخل وفد المخلوع، واتهم بعض أعضاء الوفد، وزير الخارجية الأسبق، أبوبكر القربي، بأنه يتبنى وجهة نظر الحوثيين ويدافع عنها. وفي الجانب المقابل، وقعت خلافات كبيرة داخل وفد الحوثيين، وأشارت بعض المصادر إلى أن عضو الوفد، خالد الديني، أبدى تبرمه مما يجري، وطلب اللجوء السياسي في سويسرا. حزم المبعوث الدولي أمام مواصلة المتمردين تعنتهم، لجأ ولد الشيخ إلى تعديل أجندة الاجتماع، والإصرار على مناقشة الجانب الإنساني فقط. وانتزع موافقة المتمردين على مبادرة فورية بإيصال المساعدات إلى تعز ولاحقا إلى حجة وصعدة. وأكد أن انفراج الأزمة الإنسانية سيؤدي إلى تقدم المحادثات، وسيشكل أساسا لمعاودة بحث اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وسلسلة الإجراءات الأمنية والعسكرية الواردة في قرار مجلس الأمن 2216، التي تمكن من استعادة الحكومة لمؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرة المتمردين. وفيما أكدت الأممالمتحدة في بيانها أن قافلة كبيرة تحمل مساعدات إنسانية وصلت إلى تعز وستبدأ بتوزيع مواد الإغاثة خلال الأيام المقبلة، وأنه يفترض أن تتلقى مدن أخرى مساعدات إنسانية في الأيام المقبلة مثل حجة، وصعدة، نفى ائتلاف الإغاثة الإنسانية باليمن، في بيان له، وصول أي مساعدات إلى تعز، وناشد المنظمات الدولية إرسال مراقبين إلى المدينة للتحقق من الوضع على الأرض.