امتنع وفد الحوثي أمس الجمعة عن حضور جلسة من المفاوضات الجارية في منتجع ماكولان بسويسرا بين الأطراف اليمنية بسبب الخلافات التي شقت صفوف وفدي الحوثي وصالح، إضافة إلى التطورات الميدانية، وسرعان ما تمت إعادتهم إلى طاولة الحوار بحسب مصادر قريبة من الاجتماع. وذكرت مصادر خاصة في سويسرا أن وفد المليشيات الانقلابية اجتمع صباح أمس بالمبعوث الأممي منفردا ورفض حضور جلسات المشاورات متعللا بالهزيمة التي تلقتها مليشياتهم. وذكرت المصادر أن النقاش اشتد بقوة بين الجانبين على خلفية اتهام الوفد الحوثي للأمم المتحدة بالتواطؤ واتهام المجتمع الدولي بالانحياز. وأكدت المصادر أن مهدي المشاط مدير مكتب الانقلابي عبدالملك الحوثي وعضو الوفد تطاول على الجانب الأممي وهدد فريق الأممالمتحدة، وتطاول على الحاضرين. وسارع أبو بكر القربي (من ضمن وفد صالح) إلى تهدئة الموقف والشرح للمبعوث الأممي أن تهديدات الأعضاء غير مقصودة، مبررا أن الحوثيين خبرتهم الدبلوماسية محدودة. وكان مراسل صحفي نقل في وقت سابق عن مصدر مطلع أن خلافات تشق صفوف وفد الحوثي وصالح لأن كليهما يصر على التحدث كوفد منفصل عن الآخر. وأوضح المصدر نفسه أن التناقضات في ما بين الجانبين دفعت جماعة صالح إلى محاولة «التبرؤ» مما يقوله وفد الحوثي، واصفة سلوكه بعمل المليشيات لا سيما عندما تمس المباحثات مسائل الاعتداءات على مؤسسات الدولة والسطو على ثكنات الجيش ومقدرات المؤسسات العامة. وفي تطور لاحق تواردت الأنباء بأن جماعة صالح غير منسجمة، وكشفت أن أبو بكر القربي (من ضمن وفد صالح) انحاز للحوثي بينما عبر ياسر العواضي عن غضبه وأعلن استقلاله باسم المؤتمر والتزم يحيى الدويد الصمت. وكان وفد الحوثي شهد من ناحيته إرباكا داخليا بعد تغيب حميد عاصم يوما كاملا عن المباحثات. وفسر مصدر مطلع تغيب حميد بوجود خلافات بينه وبين بقية وفد الحوثي. وفي حين قال بعض من أعضاء وفد مؤتمر صالح من أمام منتجع ماكولان إن «حميد تغيب لأسباب صحية» وشكك مصدر مطلع في صدقية تلك الرواية. كما أفاد مصدر مطلع بأن وفد الحوثي وصالح رفض الكشف عن أوضاع المعتقلين والسجناء ولا يزال يرفض الامتثال لمسألة الإفراج عنهم مثلما نص القرار الدولي 2216. وقد حاول وفد الأممالمتحدة إقناع وفد المتمردين بتنفيذ بند الإفراج عن المعتقلين ولو على دفعات كبادرة حسن نية، لكنه قوبل بالتعنت والشروط التعجيزية في ظل الوضع الراهن، ما دفع المبعوث الدولي إلى تعديل أجندة المباحثات والتركيز أمس الخميس على الجانب الإنساني فقط. ويراهن وفد الأممالمتحدة على أن انفراج مسألة إمدادات تعز، قد يؤدي إلى تقدم المباحثات في شأن الممرات الآمنة وسلامة العاملين في القطاع الإنساني ورفع الحصار عن المدن والبلدات الأخرى.