لم يجد المتمردون بدا من الانصياع لتوجهات المجتمع الدولي، والقبول بالجلوس إلى طاولة الحوار، خلال المفاوضات المرتقبة في جنيف، وذلك تحت وقع الضربات المؤلمة التي توجهها لهم قوات المقاومة الشعبية، وعناصر الجيش الموالي للشرعية، إضافة إلى الغارات العنيفة المركزة التي توجهها لهم طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة. وبالأمس استجاب وفد من الجماعة المتمردة للدعوة التي وجهها لهم المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للاجتماع به في العاصمة العمانية مسقط، لوضع الترتيبات النهائية لانطلاق المفاوضات. واستبق المتمردون سفر وفدهم بالإعلان عن "بوادر إيجابية"، وقال المتحدث باسمهم، محمد عبدالسلام، في بيان إنهم تلقوا "رداً إيجابياً على ملاحظاتنا حول مسودة وأجندة الحوار"، وسيتوجهون إلى مسقط، للنقاش حول النقاط محل الخلاف، بطلب من الأممالمتحدة. مشيرا إلى أن جماعته "حريصة على أن يكون الحوار المقبل المقرر عقده في سويسرا جاداً وبنّاءً ومسؤولاً". وفي حين لم يكشف الحوثيون عن طبيعة الرد الذي تلقوه من الأممالمتحدة، كشف مصدر وسط الانقلابيين أن وفد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس المخلوع، غادر أيضاً مع الحوثيين. التجاوب مع الضغوط أشار المحلل السياسي سالم الأهدل إلى أن التغير الكبير في موقف الحوثيين، وتجاوبهم مع دعوات الحوار، ليس ناتجا عن إيمانهم بالحوار والحلول السلمية، بل أتى بعد الضغوط التي تعرضوا لها في المجالين السياسي والعسكري. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "الحوثيون جماعة لا تؤمن أصلا بالحوار، والوسائل السلمية، ولا تتجاوب معها، ولم ترضخ لدعوات الحوار، إلا بعد تقهقرهم الكبير في الميدان العسكري، وبعد أن حاصرتهم قوات المقاومة الشعبية، وأنهكتهم الغارات المكثفة التي وجهتها لهم طائرات التحالف العربي، التي حرمتهم من كافة مخازن الأسلحة التي كانوا يعولون عليها لإطالة أمد الأزمة، وباتت قواتهم المحاصرة في تعز تواجه مصيرها المحتوم بالإبادة والإفناء. لذلك سارعوا إلى التقاط هذه الفرصة التي منحتهم إياها المنظمة الدولية للتوصل إلى حلول سياسية". وأضاف الأهدل "الجهد العسكري الكبير الذي بذل خلال الأيام الماضية في تعز، والانتصارات الباهرة التي تحققها القوى الموالية للشرعية، هي التي دفعت المتمردين إلى الرضوخ لمطالب المجتمع الدولي، وأن يقبلوا صاغرين بالجلوس للتفاوض حول كيفية تطبيقهم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، لذلك من المهم أن تتواصل تلك الجهود العسكرية، وأن يشدد عليهم الخناق أكثر، حتى تصل المفاوضات إلى النجاح المطلوب".
تسمية الوفود أعلن حزب المؤتمر الشعبي قائمة بأعضاء وفده المشارك في مفاوضات جنيف، إنه يضم الأمين العام للحزب، عارف الزوكا، ووزير الخارجية الأسبق، أبوبكر القربي، وياسر العواضي، وفائقة السيد، ويحيى دويد. وأضاف في بيان أن الزوكا والقربي غادرا صنعاء إلى مسقط للقاء ولد الشيخ. وكانت الحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي قد أعلنت قبل أسبوعين قائمة وفدها المشارك في المفاوضات، ويتكون من سبعة أشخاص، برئاسة عبدالملك المخلافي، مشيرة إلى أن الوفد جاهز للسفر إلى جنيف بمجرد تحديد موعد انطلاق المفاوضات، بواسطة الأممالمتحدة. وشددت على ضرورة تقيد طرفي النزاع بعدد المفاوضين المحدد لكل وفد، وألا يتجاوز سبعة أشخاص وأربعة مستشارين، وضرورة عدم وجود أي شخصيات أخرى في مكان التفاوض.