ألقى إعلان روسيا بتعليق رحلات الطيران إلى مصر بعد اتخاذ بريطانيا نفس القرار، بظلال شديدة التعقيد على مصر، أمس، نتيجة أزمة تحطم طائرة الإيرباص التابعة لشركة متروجيت الروسية فوق شبه جزيرة سيناء الأسبوع الماضي. وأكد خبراء في الطيران والأمن في تصريحات إلى "الوطن" أن هناك استباقا للأحداث بصورة تبدو متعمدة، وتعيد سيناريوهات ضرب الاستقرار بمصر. وقال الخبير في مجال الطيران، حلمي سالم، إن جميع الاحتمالات بشأن أسباب سقوط الطائرة الروسية مفتوحة، بما فيها العمل الإرهابي، لكن المنطق يتطلب انتظار نتيجة التحقيقات التي تشارك فيها خمس دول، هي مصر، وروسيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيرلندا، وأن إعلان لندن وواشنطن تعرض الطائرة لعمل إرهابي، هو محاولة لاستغلال الحادث سياسيا في الصراع الدائر بالشرق الأوسط. حرب بالوكالة وأشار مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، محمد الزيات، إلى أن المطارات المصرية، وفي مقدمتها مطار شرم الشيخ، تتبع إجراءات أمنية مشددة ومتقدمة، وأن مؤسسات دولية معتمدة تتابع بشكل دوري تلك الإجراءات، وأن مطار شرم الشيخ تحديداً، من أكثر المطارات العالمية التي تتم فيها مراعاة الإجراءات الأمنية على أعلى مستوى، نظرا لقربه من مناطق الصراع في سيناء، وكونه مطاراً سياحيا بالدرجة الأولى، كما أنه مراقب دوليا بشكل مستمر من خلال لجان دورية. قاعدة بيانات بدوره، أكد اللواء متقاعد، نبيل أبو النجا، ضرورة قيام الأجهزة الاستخباراتية ببناء قاعدة بيانات جديدة حول أعضاء التنظيمات الإرهابية في سيناء، وأهم أنصار بيت المقدس، والقاعدة، وجيش الإسلام، وقال "الأعمال الإرهابية التي تواجهها الأجهزة الأمنية المصرية أشبه بحرب العصابات التي توجه ضرباتها لأماكن غير متوقعة، والهدوء خلال الفترة الماضية كان أشبه بالذي يسبق العاصفة. تأمين أقل من جانب آخر، قال الخبير الأمني، العميد محمود قطري، إنه باستثناء مطار القاهرة الدولي، فإن الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات الأخرى مثل شرم الشيخ، وبرج العرب، والعريش، تكون أقل من ناحية المعدات وكفاءة العاملين في المجال الأمني، وهو ما يؤثر سلباً على أدوات الرقابة، وهو ما اتضح بشدة خلال قرار إجلاء نحو 45 ألف سائح روسي عن شرم الشيخ. وأضاف "على الرغم من أنه لا يوجد ما يثبت بشكل قاطع أن حادث الطائرة الروسية وقع باستخدام قنبلة أو عمل إرهابي، إلا أن السر وراء سحب سائحي روسياوبريطانيا سببه الرئيسي وجود خلل في منظومة الإجراءات الأمنية، وهو ما عبرت عنه وسائل إعلام غربية خلال الأيام الماضية". إلى ذلك، بدأت قوى سياسية وشبابية مصرية تدشين حملات لدعم الحكومة في مواجهة ما وصفته بالحملة الشرسة للنيل من مصر، وأعلنت إطلاق مجموعة من المبادرات منها "أنا مع مصر"، و"أنا رايح شرم الشيخ"، وسط توقعات بتأثير سلبي على قطاع السياحة المصري المنهك بالأساس منذ ثورة يناير 2011.