في موكب جنائزي مهيب، غادرت مطار القاهرة مساء أمس الأحد 179 جثة من جثث ضحايا الطائرة الروسية التي سقطت صباح السبت عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ ومقتل ركابها ال 224 متوجهة على طائرتين خاصتين إلى موسكو.. وصرحت مصادر مسؤولة بالطيران المدني بأن فريق البحث والإنقاذ الروسي سيواصل جهوده صباح اليوم الاثنين لمسح منطقة الحادث في الحسنة بوسط سيناء بحثا عن بعض الأشلاء وجثث الضحايا بينما يشارك فريق آخر من الجانب الروسي في عمليات التحقيق جنبا إلى جنب مع المحققين المصريين للتوصل إلى أسباب وقوع الحادث. كما وصل مساء الأحد فريق من المحققين الفرنسيين التابعين لشركة إيرباص والمنتجة للطائرة المنكوبة /إيرباص /321 للمشاركة في عمليات التحقيق طبقا لقواعد قانون الطيران المدني الدولي. وبدأت الاحد التحقيقات لتحديد اسباب تحطم الطائرة الروسية فيما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي عدم استباق نتائجها واكدت موسكو انها انشطرت في الجو. ودعا السيسي الى «عدم الخوض فى أسباب سقوط الطائرة» الروسية وانتظار نتائج التحقيقات، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. وقال اثناء ندوة نظمها الجيش المصري «رغم ان مصر هي المعنية باجراء التحقيق الا انه ليست لدينا مشكلة في التعاون مع جهات مختلفة لاستجلاء الحقيقة» حول اسباب سقوط الطائرة داعيا الى «ترك الأمر للمتخصصين وعدم الخوض فى الحديث عن أسباب سقوط الطائرة». ولاحقا، افاد مسؤول بارز في لجنة الطيران الحكومية الروسية ان الطائرة انشطرت «في الجو». وقال رئيس اللجنة فيكتور سوروشينكو إن «انشطار الطائرة حدث في الجو والشظايا منتشرة على منطقة واسعة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا-نوفوستي في القاهرة حيث يشارك في لجنة دولية من الخبراء من روسيا ومصر وفرنسا وايرلندا للتحقيق في تحطم الطائرة. بدوره، صرح مدير الوكالة الروسية المكلفة النقل الجوي الكسندر نيرادكو للتلفزيون الروسي من مصر ان هذا الانشطار حصل «على علو مرتفع». واعلنت روسيا يوم حداد وطنيًا ونكست الاعلام الاحد على كل المباني الرسمية. وبموجب مرسوم اصدره الرئيس فلاديمير بوتين ونشره الكرملين السبت، طلب من كل محطات التلفزيون الغاء البرامج الترفيهية.وتم توسيع عمليات البحث الاحد لتشمل دائرة قطرها 15 كيلومترا، بحسب ضابط في الجيش يشارك في عمليات البحث انطلاقا من قاعدة عسكرية في الحسنة، في قلب منطقة شمال سيناء، على بعد 60 كيلومترا من مكان تحطم الطائرة. وكانت الحكومتان الروسية والمصرية تشككان في اعلان الفرع المصري لتنظيم داعش «ولاية سيناء إعلانه السبت مسؤوليته عن اسقاط الطائرة ردا على التدخل الروسي في سوريا. واعلنت شركات الطيران الفرنسية اير فرانس والالمانية لوفتهانزا والامارات ان طائراتها لن تحلق فوق سيناء «حتى اشعار آخر» لاسباب مرتبطة بالسلامة. من جهة أخرى ألقت أجهزة الأمن المصرية، القبض على ثلاثة أشخاص -ضمن خلية تكفيرية بسيناء- متورطين في بث فيديوهات وبيانات، على شبكات التواصل الاجتماعي، تزعم أن هجومًا إرهابيًا وراء سقوط الطائرة المدنية الروسية في سيناء. وتبين من التحقيقات أن هؤلاء الأشخاص، وراء بث فيديوهات وبيانات تحريضية ضد الجيش والشرطة في مصر على مدار الشهور الماضية. وكشفت الأجهزة الأمنية أن الهدف الأساسي من وراء نشر تلك الفيديوهات المزيفة؛ إظهار الجماعات التكفيرية بأنها ما زالت تتمتع بالقوة العسكرية الكبيرة في سيناء، وأن جهود القوات المسلحة المصرية ضدهم لم تؤثر في قدراتهم وأنهم حاولوا استغلال الاهتمام العالمي بحادث تحكم الطائرة الروسية، ووفاة جميع ركابها بنشر فيديو دعائي مزيف يزعمون فيه مسؤوليتهم عن سقوط الطائرة؛ لإظهار مصر غير قادرة على السيطرة على سيناء.