مرحلة عسيرة تنتظر عاشقي العمالة الفلبينية النسائية؛ إذ توشك الأدوار أن تنقلب، والصورة أن تتبدل حتى ليبدو الراغب في عاملة من الفلبين ليس رب عمل كما كان حاله سابقا بل هو يستجدي رضا الفلبينية التي ستتفحص تفاصيل حياته الأسرية والمنزلية قبل أن تقرر قبول العمل لديه، ثم لا تكتفي بذلك بل تطلب صورة للسيدة حرمه عليها أن تجوب مكاتب الاستقدام في رحلة تبدأ من الدمام وتنتهي في مكان ما من الفلبين فلا تستقر حتى يشاهدها خلق كثير مما يحرج الزوج إن كانت زوجته منقبة أو قد يدفعه إلى التخفف من قضية النقاب. المفاجأة أطلقتها مكاتب الاستقدام بالمنطقة الشرقية عندما أبلغت عملاءها من السعوديين الراغبين في استقدام عاملات منزليات من الجنسية الفلبينية بضرورة إطلاع كل عاملة على مساحة المنزل الذي ستعمل فيه من خلال رسم كروكي تفصيلي للمنزل يوضح عدد الغرف وعدد دورات المياه ومساحته بشكل مجمل مع إلزامهم بتوفير غرفة خاصة مع دورة مياه للعاملة، إضافة إلى اشتراطهم الاطلاع على صورة شخصية لسيدة المنزل وعدد الأطفال وأعمارهم، حيث يطلب بعض الخادمات العمل في منزل بلا أطفال أو لا تعمل بمنزل فيه أطفال ذكور وإنما تفضل الإناث كونهن "أقل شقاوة". وأوضح مدير مكتب للاستقدام بالخبر يدعى سويد العمري أن شروط القنصلية الفلبينية الجديدة صعبت من استقدام العاملات من الفليبين خاصة بعد أن رفض كثير من المستفيدين إبراز صور شخصية لزوجاتهم وإرفاقها كورقة رسمية في ملف الأوراق. مشيرا إلى تحول واضح للاستقدام من دول أخرى أقل اشتراطا كإندونيسيا والهند وسيرلانكا وأخيرا إثيوبيا. إلى ذلك، تناقلت سيدات المجتمع بالشرقية رسائل جوال "ساخرة" تؤكد على ضرورة تجهيز صور شخصية لكل واحدة منهن تحمل حس الطيبة والجمال لتنال رضىا العاملة التي سيتم استقدامها من الفليبين؛ فيما أثار الموضوع انزعاجا لدى الكفلاء من الرجال لتعارضه مع خصوصية المجتمع السعودي. مطالبين بإسقاطه من شروط الاستقدام لدى مكاتب الاستقدام والقنصليات الفلبينية. المشكلة أن القبول بالشروط الفلبينية قد يشجع جنسيات أخرى على المطالبة بامتيازات مماثلة ومرهقة بحيث يغدو الزواج من العاملة نفسها أو مرة أخرى للراغبين في التعدد أقل كلفة وأيسر دربا وأسرع تحقيقا. إحدى السيدات تنوي المغامرة للحصول على فلبينية لأن هذه الشروط المعقدة والصعبة ستخلق امتيازا اجتماعيا جديدا متصلا بالعمالة ومنبثقا منها، فلا تعمل الفلبينية إلا لدى عائلة ثرية تعيش في سكن فاخر، وأطفالها مهذبون معظمهم بنات، وربة البيت غير منقبة، وتكون النتيجة هي التعرف على العائلة السعودية من خلال جنسية العاملة في منزلها.