شيعت تركيا أمس ضحايا تفجيري أنقرة الذين بلغ عددهم 128 شخصا، وسط حداد وطني يستمر ثلاثة أيام على قتلى الهجوم الذي لم تتبن أي جهة مسؤوليته. وبينما وصف محللون التفجيرين اللذين هزا أنقرة أول من أمس بالأكثر دموية في التاريخ المعاصر لتركيا، أعلن حزب الشعوب الديمقراطي التركي المؤيد للأكراد أمس، أن الانفجارين أسفرا عن مقتل 128 شخصا، مضيفا أنه تمكن من تحديد هويات القتلى باستثناء ثماني جثث. ويأتي ذلك بعد أن ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، أن الحصيلة بلغت مساء أول من أمس 95 قتيلا، و246 جريحا، 48 منهم لا يزالون في العناية المركزة بمستشفيات أنقرة، مبينا أن مقاتلي داعش، وحزب العمال الكردستاني، وحزب التحرر الشعبي الثوري، ضمن المشتبه بهم في الهجوم. نتائج أولية في الأثناء، ذكرت مصادر أمنية تركية أن النتائج الأولية للتحقيقات تشير إلى مسؤولية تنظيم داعش عن الانفجارين، اللذين وقعا قبل ثلاثة أسابيع فقط على موعد انتخابات تشريعية مبكرة. وعلى خط مواز، واصلت طائرات حربية تركية، في اليومين الماضيين، قصف أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجنوب شرق تركيا، استمرارا لحملتها العسكرية. وقالت مصادر أمنية تركية إن ما يتراوح بين 30 و35 من مسلحي الحزب قتلوا في ضربات بشمال العراق أمس، مضيفة أن إيقاف وقف إطلاق النار من جانب الحزب غير ملزم للقوات التركية، في إشارة إلى استمرار العمليات. خطوة تكتيكية بدوره، وصف نائب رئيس الوزراء يالجين آق دوغان، تعليق العمليات من جانب المسلحين الأكراد بأنه خطوة تكتيكية تسبق الانتخابات، مجددا مطالب الحكومة بأن يلقي المقاتلون سلاحهم ويغادروا تركيا. وكان الحزب أعلن، أول من أمس، تعليق عملياته حتى موعد الانتخابات مطلع نوفمبر المقبل، "تفاديا للتصرفات التي قد تحول دون إجراء انتخابات عادلة ونزيهة".