تعهد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو امس بشن المزيد من الغارات الجوية على الاكراد وتنظيم داعش. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو أيضاً إعلاناً أميركياً بأن تركيا ستسمح لائتلاف ضد تنظيم داعش تقوده أميركا باستخدام أراضيها لشن غارات جوية ضد المتشددين لكنه شدد على أنه لم يتم بعد فتح قواعد جوية. وتعهدت تركيا بتوسيع نطاق الغارات الجوية ضد المتشددين بعد إجراء موجة ثانية من الهجمات خلال يومين، مستهدفة داعش في سورية وحزب "العمال الكردستاني" في شمال العراق. وكانت الهجمات التي وقعت الليلة قبل الماضية هي الاولى ضد حزب "العمال الكردستاني" منذ نحو ثلاث سنوات، مما يثير شكوكاً إزاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته هذه الجماعة في عام 2013 والتي تسعى للحصول على حكم ذاتي أوسع نطاقاً للأقلية الكردية التركية. وظلت تلك الهدنة متماسكة بشكل كبير. وتثير الهجمات أيضا تساؤلات حول وضع ميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية وهي حليف أميركي ومنظمة شقيقة لحزب العمال الكردستاني وهو القوة الرئيسية على الارض في شمال سورية التي تقاتل تنظيم داعش. وحققت نجاحات مؤخراً ضد المتطرفين بالقرب من الحدود التركية. وتضغط واشنطن على أنقرة لاتخاذ دور أكثر فعالية في القتال ضد داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من الاراضي في العراق وسورية. وتواجه تركيا انتقادات شديدة بسبب ما يزعم من غض الطرف عن المقاتلين الاجانب ومن بينهم متطرفون يعبرون من تركيا إلى سورية ثم يعودون إليها مرة أخرى. وتركز أنقرة بشكل أساسي على دعم المتمردين الذين يقاتلون الرئيس السوري بشار الاسد. وقال أوغلو إن العمليات الأمنية التركية سوف تستمر ما دامت بلاده تواجه تهديداً وذلك بعد يوم من هجوم شنته الطائرات الحربية التركية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والمتمردين الأكراد في شمال العراق. وقال أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة قبل ان يتوجه الى اسطنبول للقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وقائد الجيش "هذه العمليات ليست مجرد عملية واحدة وسوف تستمر ما دامت تركيا تواجه تهديداً". وأعلن رئيس الوزراء التركي ان الشرطة التركية اعتقلت منذ الجمعة في جميع انحاء تركيا 590 شخصاً متهمين بالارتباط بتنظيم داعش او حزب العمال الكردستاني. وقال داود اوغلو في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون في انقرة "حاليا اوقف 590 شخصاً مرتبطين بمنظمات ارهابية لانهم يشكلون خطراً محتملاً". وذكرت وسائل الاعلام التركية ان الشرطة التركية قامت امس لليوم الثاني على التوالي وفي العديد من مدن البلاد بحملة اعتقالات شملت تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني. وقالت وكالتا الانباء دوغان والاناضول ان حملة الاعتقالات هذه جرت في اسطنبولوانقرة واضنة (جنوب) وقونية (وسط) ومانيسا (شمال غرب) خصوصا. وكانت شرطة مكافحة الارهاب شنت بمشاركة آلاف العناصر الجمعة عملية كبيرة ضد ناشطي حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش واليسار المتطرف. من جانبه قال وزير الخارجية التركي امس إن الأراضي التي تم تطهيرها من مسلحي تنظيم داعش في شمال سورية ستصبح "منطقة آمنة" بعد أن قصفت طائرات حربية تركية مواقع للمتطرفين في سلسلة غارات. وأضاف مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي "عند تطهير مناطق في شمال سورية من تهديد (داعش) ستتشكل مناطق آمنة بطبيعة الحال." وأضاف "أيدنا دائماً وجود مناطق آمنة ومناطق حظر طيران في سورية. الأشخاص الذين نزحوا يمكنهم الانتقال لتلك المناطق الآمنة." وكانت مقاتلات تركية شنت امس غارات جوية على مواقع لتنظيم داعش في سورية وبدأت حملة قصف لمخيمات لناشطي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وتأتي هذه العملية ضد الحركتين المختلفتين بينهما، بعد اسبوع من اعمال عنف سقط فيها قتلى واتهمت السلطات التركية التنظيمين بالوقوف روائها. وأكدت الحكومة التركية في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء احمد داود اوغلو ان المقاتلات التركية قصفت ليل الجمعة السبت سبعة اهداف لحزب العمال الكردستاني في قواعده الخلفية في شمال العراق. ولحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، معسكرات تدريب ومواقع عدة في دهوك احدى المحافظات الثلاث لاقليم كردستان في شمال العراق. واكد المسؤول الاعلامي للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني بختيار دوغان قصف الطائرات التركية ل"مواقعنا في الشريط الحدودي مع قصف مكثف للمدفعية". واشار الى ان مقاتلات تركية حلقت ايضا في اجواء جبل قنديل شمال محافظة اربيل التي تضم عاصمة الاقليم، من دون ان تشن غارات. من جهة اخرى، اكد البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء التركي ان العمليات العسكرية الجوية ضد تنظيم داعش تواصلت ايضاً، بدون ان يحدد عدد الأهداف التي ضربت. وكانت شبكتا "سي ان ان تورك" و"ان تي في" الاخباريتان التلفزيونيتان أكدتا ان مقاتلات اف-16 اقلعت من القاعدة الجوية في دياربكر لشن سلسلة غارات ثانية على مواقع النتطرفين في سورية. وجاءت هذه الضربات التركية في اليوم نفسه لدخول انقرة بقوة في الحملة العسكرية لمواجهة "داعش" بشن اولى غاراتها الجوية على مواقع له في سورية فجر الجمعة، بينما نفذت الشرطة حملة توقيفات "لمكافحة الارهاب" في مختلف انحاء البلاد. وتشكل الضربات التركية ضد التنظيم منعطفاً في سياسة الرئيس رجب طيب اردوغان الذي واجه انتقادات تتهمه باتباع سياسة غض الطرف عن المنظمات المتطرفة التي تقاتل في سورية والعراق، وابرزها تنظيم داعش. وكانت الحكومة التركية اكدت تزامنا مع الغارات وحملات اعتقال، انها لن تتهاون مع المتمردين الاكراد، خصوصاً بعد تبني حزب العمال الاربعاء قتل شرطيين تركيين عثر على جثتيهما قرب الحدود السورية، وذلك رداً على هجوم انتحاري دموي وقع الاثنين في مدينة سوروتش التركية، واستهدف ناشطين يساريين مؤيدين للقضية الكردية. واتهم المسؤولون الاتراك تنظيم داعش، بالوقوف خلف التفجير الذي اوقع 32 قتيلاً. وقال بيان مكتب داود اوغلو ان رئيس الوزراء التركي دعا الى اجتماع لكبار الوزراء ومسؤولي الامن حوالى الساعة الثانية (23,00 تغ) من السبت في انقرة لمناقشة العمليات عبر الحدود. واوضح انه "تم الاتفاق على اجراءات امنية جديدة لمكافحة الارهاب واعطيت توجيهات الى السلطات المعنية". وشنت مقاتلات اف-16 تركية صباح الجمعة للمرة الاولى سلسلة غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في سورية وذلك بعد اربعة ايام على تفجير سوروتش. وصرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو للصحافة ان "العملية التي جرت ضد تنظيم داعش حققت هدفها ولن تتوقف". من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان "ما حدث قبل ايام يدل على ان الوضع لم يعد تحت السيطرة". واضاف ان "هذه ليست عملية لليلة بل سنواصل العمل بتصميم". واثار تفجير سوروتش الانتحاري غضب اكراد تركيا الذين يتهمون الحكومة بالتساهل وحتى تشجيع انشطة تنظيم داعش، الامر الذي لطالما نفته انقرة بشكل قاطع. وكانت الحكومة التركية اعلنت ان الشرطة اوقفت 251 شخصاً في حصيلة اولية في اطار حملة استهدفت افراداً يشتبه في انتمائهم الى تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني اطلقت الجمعة في كل انحاء البلاد. ودخلت تركيا بقوة الحملة العسكرية لمواجهة تنظيم داعش عبر شن اولى غاراتها الجوية على مواقع تابعة لهذا التنظيم في سورية الجمعة، فيما نفذت الشرطة حملة توقيفات "لمكافحة الارهاب" في مختلف انحاء البلاد. واكد داود اوغلو "ان ادنى تحرك يشكل خطراً على تركيا سيؤدي الى اقسى ردود الفعل"، مضيفاً "اقول ذلك هنا بوضوح تام: مشاركة تركيا في الحرب المستمرة منذ اربع سنوات في سورية غير واردة اطلاقا، لكننا سنتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية حدودنا". وتشكل هذه الغارة منعطفاً في سياسة النظام التركي المحافظ ازاء سورية والذي يتهمه حلفاؤه منذ فترة طويلة بغض الطرف عن المنظمات المتطرفة التي تقاتل النظام السوري. واوضح مسؤول تركي ان الضربات هدفها "وقائي" ايضا. واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "حصلنا في الاسابيع الاخيرة على معلومات تدل على ان تنظيم الدولة الاسلامية يقوم بتكديس السلاح". وادت الغارات التركية على مواقع لتنظيم داعش في سورية الى مقتل تسعة متطرفين مسلحين كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت الحكومة التركية تعرضت منذ هجوم سوروتش لانتقادات شديدة تأخذ عليها سوء تقديرها لحجم خطر التطرف وحتى غض النظر عن انشطة تنظيم داعش على اراضيها التي تشكل جسر عبور للمقاتلين الاجانب الى سورية. واكد اردوغان الجمعة ان تركيا سمحت للولايات المتحدة بشن غارات جوية على مواقع المتطرفين في سورية والعراق من قواعدها بما فيها قاعدة انجرليك. واضاف "ستستخدم في اطار محدد"، بدون ان يذكر أي تفاصيل. وقال آرون شتاين الذي يعمل مع المجلس الاطلسي في مركز رفيق الحريري في بيروت ان "التصريحات التركية تدل على ان (الغارة) كانت رد فعل على مواجهات الخميس". واضاف ان "فتح قاعدة انجرليك يشير الى ان تركيا لن تلعب دوراً بارزاً وان كان ذلك ممكناً، بل دور مساندة انشط". رئيس الوزراء التركي يتلقى إيجازاً من قائد القوات الجوية عن العمليات العسكرية (رويترز) وزير الخارجية التركي خلال المؤتمر الصحافي حول العملية العسكرية (ا ف ب)