في إنجاز كبير من شأنه أن يؤدي إلى تسريع تحرير بقية محافظة مأرب من ميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، توصلت المقاومة المسلحة إلى خرائط تشير إلى أماكن زرع المتفجرات والألغام في أحياء المحافظة، بواسطة ميليشيات التمرد الحوثي. وأشار مصدر في المقاومة إلى أن الصدفة قادت إلى هذا الإنجاز، إذ عثر الثوار بحوزة أحد أسرى التمرد الذين وقعوا خلال الاشتباكات التي دارت في اليومين السابقين، بمنطقة الفاو، جنوبمأرب، على رسومات توضح أماكن زرع تلك المتفجرات، والأشخاص الذين قاموا بزراعتها، مشيرا إلى أن قيادة المقاومة اختبرت مصداقية تلك الرسومات، وتبين صحتها، إذ عثر على مئات الألغام في الأماكن الموضحة بالرسومات، مشيرا إلى أنه تم استخراجها، وإبطال مفعولها. حذر واحتياط وأضاف المصدر "نضع في الحسبان أن ذلك ربما يكون خدعة، وأن المتمردين أرادوا الإيعاز لعناصر المقاومة بأن الألغام موجودة في تلك المناطق دون غيرها، حتى تنفجر في وجوه قوات التحالف والمقاومة عند تقدمهم باسترداد بقية أنحاء المحافظة من المتمردين، لذلك نتعامل مع تلك الألغام التي تم إبطالها على أنها جزء من منظومة ألغام متكاملة زرعتها الميليشيات في مناطق أخرى، ولن يهدأ لنا بال حتى نتمكن من استخراج كامل تلك الألغام، وتنظيف كل أنحاء المحافظة". وكشف المصدر أن الألغام التي أظهرت الرسومات أماكن وجودها بلغت 469 لغما، تم استخراجها بالكامل، وأن العمل جار على تمشيط بقية أنحاء المحافظة، لضمان عدم وجود ألغام أخرى. استهداف المدنيين ودأب المتمردون الحوثيون، عند شعورهم باقتراب هزيمتهم، على زرع كميات كبيرة من الألغام في مناطق مختلفة، لتحقيق أهداف عدة، على رأسها إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا وسط المدنيين، وإعاقة تقدم قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية. وفطنت قيادة التحالف الشرعي منذ وقت مبكر إلى تلك الجزئية، فأرسلت عددا كبيرا من خبراء المفرقعات للتعامل مع تلك الألغام وتفكيكها، إضافة إلى عدد من كاسحات الألغام المتطورة، للقضاء على المتفجرات التي لا يمكن تفكيكها أو استخراجها، خشية انفجارها. وكشفت قيادة المقاومة في وقت سابق أن كل الألغام التي تم العثور عليها، إيرانية الصنع، وأن مخازن عدة ممتلئة عن آخرها بالألغام والعبوات الناسفة تم ضبطها في مدينة عدن فقط، بعد تحريرها من الانقلابيين. وأضافت أن طريقة زرع الألغام التي تم استخراجها في عدد من المناطق المحررة، وفي مقدمتها باب المندب، تشير إلى احترافية عالية، وهو ما لا يتوافر لدى عناصر الجماعة المتمردة، وأكد عدد من أسرى الانقلابيين أن عناصر إيرانية مدربة تولت زرع تلك الألغام.