في تطور جديد يؤكد الوجود العسكري الروسي في سورية، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أمس، أن بلاده مستعدة للنظر في طلب نظام الأسد، المشاركة في عملية عسكرية ضد تنظيم داعش. وقال في تصريحات للصحفيين، "من الناحية النظرية، فإن مشاركة الجيش الروسي في العمليات الحربية ضد تنظيم داعش أمر صعب، ولكن القيادة الروسية مستعدة للنظر في طلب كهذا من دمشق". يأتي ذلك في ظل ما أعلنته دمشق أول من أمس من أنها "قد تطلب من موسكو، مشاركة القوات المسلحة الروسية في عملية عسكرية مشتركة ضد داعش، إذا ما اقتضت الحاجة لذلك". حماية الأسد في الغضون، قال الخبير في الشؤون العربية فلاديمير أحمدوف، "هذا الأمر جاء للتغطية على وجود قوات روسية على الأراضي السورية لحماية الأسد، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من النهاية". من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن تركيز الولاياتالمتحدة مازال منصبا على محاربة تنظيم داعش، معبرا عن أمله في عقد محادثات مع روسيا بشأن سورية قريبا. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن وزيري دفاع الولاياتالمتحدةوروسيا جددا الاتصالات العالية المستوى بينهما أمس لبحث النزاع في سورية. وصرح المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك أن الوزيرين "اتفقا على إجراء مزيد من المناقشات حول آليات الحوار بين الجيشين لتجنب حدوث أي مواجهات عرضية بينهما في سورية، في ضوء الحملة ضد تنظيم داعش". منطقة عازلة من ناحية ثانية، كشف القيادي في الحكومة السورية المؤقتة محمد سرميني، أن لقاءات جرت خلال اليومين الماضيين بين مسؤولين أتراك ومعارضين سوريين، لتجهيز صيغة مشتركة لإدارة المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية. وقال سرميني في تصريح إلى "الوطن": إن هناك خطوات جدية وبالتعاون مع الولاياتالمتحدة الأميركية لإقامة المنطقة العازلة، دون تحديد موعد زمني، مبينا أن هناك رغبة دولية وعربية لإقامة هذه المنطقة. وشدد سرميني على أن المنطقة العازلة سيتم تشكليها بعد طرد عناصر تنظيم داعش الإرهابي وتنظيفها من قوات حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري، مشيرا إلى أن هذه المنطقة ستمتد من الضفة الغربية إلى نهر الفرات، وسوف تضم مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وتصل إلى بلدة مارع، أحد أبرز معاقل الجيش الحر في ريف حلب الشمالي. ميدانيا، شن الطيران الحربي التابع للنظام أمس أكثر من 25 غارة جوية على تدمر الأثرية التي يسيطر عليها تنظيم داعش، مخلفا عددا من القتلى بينهم ثمانية مدنيين. كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 21 مدنيا على الأقل بينهم طفلان و4 نساء عقب إلقاء طائرات الأسد براميل متفجرة على منطقة تسيطر عليها المعارضة قرب درعا. وقال المرصد إن فصائل المعارضة السورية فجرت على الأقل أربع سيارات ملغومة وأطلقت 250 صاروخا على قريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب على الحدود التركية التي تسيطر المعارضة على معظم مناطقها.