أفيد أمس بأن غارات التحالف الدولي- العربي ضد «داعش» أسفرت منذ بدئها قبل سنة عن مقتل 230 مدنياً بينهم 65 طفلاً، في وقت شن التنظيم أمس عملية عسكرية جديدة ضد مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة شمال مدينة حلب وسيطر على أراض على مقربة من الحدود السورية التركية حيث تنوي تركياوالولاياتالمتحدة إقامة منطقة عازلة. وقتل عشرات المقاتلين من الطرفين خلال القتال داخل وحول مدينة مارع السورية التي تبعد 20 كيلومتراً عن الحدود مع تركيا، حيث فجر انتحاريون من التنظيم المتشدد أنفسهم في أربع سيارات مفخخة الليلة الماضية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وأحد قادة الفصائل المسلحة، إن الهجوم على مدينة مارع يلي السيطرة على قرية أم حوش القريبة التي كانت تحت سيطرة الفصائل المسلحة الأخرى. وقال القائد العسكري المعارض الذي رفض الإفصاح عن هويته لأسباب أمنية، إن هجوم التنظيم على المنطقة هو الأسوأ منذ عدة أشهر، ووصف القتال بأنه «شرس»، مشيراً إلى أن «الوضع في شمال حلب سيئ». وذكر «المرصد» أن 25 مقاتلاً على الأقل من الفصائل المسلحة السورية وثمانية من مقاتلي تنظيم «داعش» قتلوا في الهجوم على مارع. وفي أواخر الشهر الماضي أعلنت الولاياتالمتحدةوتركيا نواياهما لتوفير غطاء جوي للمسلحين المعارضين وطرد تنظيم «داعش» من المنطقة السورية المحاذية للحدود مع تركيا. وفي بيان حمل تاريخ الثلثاء، قال تنظيم «داعش» إن مقاتليه هاجموا مبنيين في مارع وقتلوا 50 مقاتلاً على الأقل من «صحوات الردة» التي تعارضهم. وأوضح القائد العسكري السوري المعارض أن المقاتلين الذين استهدفوا في مارع ينتمون لفصيل مسلح يعمل تحت راية «الجيش السوري الحر». وكانت «جبهة النصرة» الموالية لتنظيم القاعدة والمناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية أعلنت أمس الإثنين انسحابها من مواقع المواجهة مع التنظيم شمالي مدينة حلب. وانتقدت الجبهة خطة تركيا لإنشاء منطقة عازلة محاذية لحدودها، معتبرة أن هذه الخطوة تخدم مصالح أنقرة لا القتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكان تنظيم «داعش» شن في الأيام الأخيرة هجوماً جديداً على القوات الحكومية السورية المتمركزة في قاعدة جوية شرقي حلب. إلى ذلك، نشرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» تقريراً عن حصيلة قتلى غارات التحالف منذ بدئها في أيلول (سبتمبر) العام الماضي، مشيرة إلى أنها أسفرت عن مقتل «228 شخصاً، بينهم 65 طفلاً و37 سيدة و3 من مسلحي المعارضة». وأشارت إلى أن القيادة المركزية الأميركية «لم تعترف سوى بمقتل طفلين سوريين في مدينة حارم بإدلب في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. واستعرض التقرير 24 حادثة قصف تسببت بسقوط ضحايا مدنيين بين 18 شباط (فبراير) 2015 و31 تموز (يوليو) 2015، حيث بلغ عدد الضحايا 125 شخصاً، يتوزعون إلى 122 مدنياً، بينهم 55 طفلاً، و26 امرأة، إضافة إلى 3 من مسلحي المعارضة. وأشار التقرير إلى «تغير في نمط الاستهداف لدى قوات التحالف الدولي بين ما قبل تشرين الثاني 2014 وما بعده، إذ شهدت الفترة بين 23 أيلول 2014 وكانون الثاني (يناير) 2015 استهداف المنشآت والأهداف التابعة لتنظيم داعش في المناطق الواقعة خارج المناطق المأهولة بالسكان والتي انتشر داخلها عناصر تنظيم داعش، والمنشآت النفطية وطرق الإمداد، إضافة إلى استهداف بعض المراكز داخل المدن والبلدات. أما الفترة التي تلت شهر كانون الثاني فقد استهدفت فيها قوات التحالف القرى والمدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش ضمن استراتيجية غامضة تجعل التنظيم يتمدد في مناطق ويتراجع في أخرى». وتابع: «على رغم نجاح التحالف في تنفيذ ضربات موجعة للتنظيم في شمال سورية وشرقها وإجباره على الانسحاب من بعض المناطق، فان ذلك يُعد إنجازاً متواضعاً له إذا ما قورن بقدرة قوات التحالف العسكرية والفترة الزمنية التي مازالت مستمرة منذ أكثر من 10 أشهر حتى الآن».